يخلد المغرب، على غرار باقي الدول، الخميس (فاتح دجنبر 2022)، اليوم العالمي للسيدا تحت شعار “لنضع حدا للامساواة التي تعيق التقدم من أجل القضاء على السيدا”، بهدف الشجيع على تعزيز وتجويد خدمات الرعاية الصحية لمكافحة الوصم والإقصاء المرتبط بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
وأفاد بلاغ لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن هذا الاحتفال يندرج في إطار المخطط الاستراتيجي الوطني لمكافحة السيدا 2023، والذي يهدف إلى وضع المغرب في المسار الصحيح للقضاء على وباء فيروس نقص المناعة المكتسبة بحلول عام 2030، باعتباره مشكلة صحية عامة، وذلك وفقا لأهداف التنمية المستدامة.
وذكر المصدر ذاته أن انتشار فيروس نقص المناعة المكتسبة يظل منخفضا بالمغرب (بنسبة 0.08 بالمئة) كما تشير الاحصائيات الوطنية الأخيرة على وجود 830 إصابة جديدة بفيروس نقص المناعة المكتسبة، 77 بالمئة منها تهم الفئات الأكثر عرضة لخطر العدوى وشركائهم بالإضافة إلى 387 حالة وفاة بسبب السيدا، في حين تم تسجيل 23000 شخص مصاب بفيروس نقص المناعة المكتسبة (البالغين والأطفال) سنة 2021، من بينهم 64 بالمئة بدون أعراض لفيروس نقص المناعة المكتسبة (2017-2021) و63 بالمئة من الحالات المبلغ عنها بثلاث جهات: سوس-ماسة، والدار البيضاء-سطات ومراكش-آسفي (2017-2021).
وفي هذا الصدد، تم تحقيق تقدم ملموس في مكافحة هذا الداء، وذلك بفضل الجهود المبذولة من طرف وزارة الصحة والحماية الاجتماعية وشركائها وكذا جمعيات المجتمع المدني، حيث انخفضت الإصابات الجديدة بالسيدا بنسبة 48 بالمئة بين 2011 و2021، كما ارتفعت نسبة الأشخاص المتعايشين مع الفيروس الذين يعرفون إصابتهم من 22 بالمئة سنة 2011 إلى 82 بالمئة سنة 2021.
تجدر الإشارة إلى أن حوالي 125490 شخص من الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس تمكنوا من الاستفادة من التغطية الصحية من خلال برامج الوقاية المشتركة في 2021، بالإضافة إلى توسيع عملية الكشف عن الفيروس بأكثر من 1600 مؤسسة صحية و59 مركزا دائما ومتنقلا للمنظمات غير الحكومية و70 مؤسسة سجنية، ليرتفع بذلك العدد السنوي لاختبارات فيروس نقص المناعة المكتسبة التي أجريت من 60446 سنة 2011 إلى 275439 اختبارا سنة 2021.
وفيما يخص الحد من انتقال فيروس نقص المناعة المكتسبة من الأم إلى الطفل، يشير البلاغ، فقد ارتفع عدد النساء الحوامل اللواتي تم إخضاعهن لاختبار الفيروس في استشارة ما قبل الولادة، من 5630 في 2011 إلى 95808 في 2021، كما نمت نسبة الوقاية من انتقال العدوى من الأم إلى الطفل من 22 بالمئة في عام 2011 إلى 44 بالمئة في عام 2021.
وبهذه المناسبة، فقد وضعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية مجموعة من التدابير للتشخيص والتكفل بالمرضى المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة، من بينها، اعتماد نهج “الكشف ثم العلاج” منذ عام 2015، وتوفير العلاج المجاني بمضادات الفيروسات والرصد البيولوجي بالإضافة إلى إعداد 35 مركزا للتكفل بالمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية فضلا عن 14 مختبرا لتوفير التشخيص والرصد البيولوجي. وبهذا تضاعف عدد المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية الذين تلقوا العلاج بالمضاد للفيروسات القهقرية بين 2011 و2021، حيث ارتفعت التغطية من 24 بالمئة إلى 80 بالمئة سنة 2021.
وحسب البلاغ فإن الولوج لخدمات اختبار فيروس نقص المناعة المكتسبة والتكفل به متوفر مجانا بالمراكز والمؤسسات التابعة لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية في إطار الإنصاف واحترام حقوق الإنسان للأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة المكتسبة.
وخلص إلى أنه رغم المجهودات المبذولة، لاتزال الوزارة بشراكة مع الفاعلين المعنيين، تضاعف الجهود من أجل الوصول إلى الأهداف المنشودة والسيطرة على هذا الوباء.