المحرر الرباط
كلما قرأنا ما يكتبه بعض المدافعين على محمد زيان، من خلال حسابات وهمية، حول نضاله و آرائه، إلاّ و تساءلنا عن الزمن الذي كان فيه هذا الرجل مناضلا، و كان له فيه رأياً يُعتقل لأجله، و ليثنا عشنا زمنا غير هذا الزمن حتى نصدق أن المحامي زيان كان مناضلا في يوم من الايام.
ونحن نبحث عن مواقف زيان و عن نضالاته، لم نجد له سوى طريق واحد للنضال، و هو نضاله لأجل الدولة إبّان سنوات الجمر و الرصاص، و ترافعه لصالح ادريس البصري في مواجهة المعارضين له و لسياساته في تدبير شؤون الدولة، و هنا نسجل أن سي زيان قد ساهم في سجن البعض و نفي البعض الاخر، بينما استفاد هو من الاتعاب السمينة التي ضخت في حساباته البنكية.
متى كان لمحمد زيان رأي يُحاسب عليه، ليصبح معتقل رأي في نهايات مشواره في الحياة؟ و هل يعقل أن يعيش الانسان ثمانين سنة خاضعا خدوما للدولة، فيتحول بعد هذه المدة الى مناضل؟ متى سمعتم برمز للنضال على المستوى الدولي، ترافع لفائدة الدولة، و استفاد من حافلات للنقل الدولي في اطار الريع، بل و كان حتى الامس القريب مدافعا عن دستور 2011، يجوب المدن ليقنع الناس بالتصويت لصالحه.
من يسمع محمد زيان و هو يتحدث عن ذهب مدينة طاطا، سيعتقد بأن تلك المناجم قد وُجدت في هذه السنة، أو انه لم يعلم بوجودها الا خلال سنة 2021، و الغريب في هذا الامر هو أن زيان الذي يتساءل عن ذهب طاطا، لم يزر هذه المدينة قط، و لا نظن أنه يعلم حتى موقعها الجغرافي، فين حين انه يغادر الى اسبانيا عدة مرات في الشهر.
نعتقد أن النضال الذي يؤمن به المدافعون عن زيان، هو الاقتصار على مهاجمة الدولة بسبب أو بغير سبب، و تسفيه المؤسسات و الاحكام القضائية، لأنهم ينتعشون من ذلك الامر، تنتعش بداخلهم مشاعر المرض الذي يعانون منه، و كي يتبنى هؤلاء نضال اي كان، لابد من أن يشمل مهاجمة الثوابت و المقدسات، و ماعدا ذلك فلا يهم أن يكون للمعني تاريخا نضاليا أم لا، لان الرأي بالنسبة لهم هو توزيع الاتهامات بلا دليل ولا حجة و الصراخ بها في الجماهير.
هل النضال بالنسبة لهؤلاء هو التحريض على خرق التدابير الصحية المرتبطة بحياة الناس؟ و هل أصبح من مقومات النضال في عصرنا هذا، تواجد “الزنطيط” و التحرش ببنات الناس؟ إذا كان الامر كذلك فمن المفروض اطلاق سراح زيان و اعتقال الشعب المغربي كافة، و عندها سنرى ردة فعل سي حاجب عندما سيسمع بأن زيان قد تحرش بأخته بعدما دعاها الى فندق لتدارس ملف قضائي.
ولابد أن نذكر سي علي لمرابط بأن وقت ادانته من طرف القضاء و منعه من ممارسة الصحافة لعشر سنوات، كان محمد زيان رئيسا لحزب الاسد، و نقيبا للمحامين، لكنه لم ينبس ببنة شفة، لانه بكل بساطة كان غارقا في الريع، مهتما بحساب مداخيله من المحاماة و من الحزب و شركة الحافلات، ولم يُسمع له رأي، أما عندما أدين محمد حاجب بالسجن فزيان كان غارقا في غرف الفنادق يحجز لضحاياه الغرف قبل زيارتهن فيها.