ف.الم
أثارت التصريحات العدائية للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون حول وجود القوات شبه العسكرية الروسية من مجموعة فاغنر في منطقة الساحل دهشة وانزعاجًا هائلين في مالي.
ووفقث صحيفة مغرب أنتلجنس فقد صُدم أعضاء المجلس العسكري المالي والعديد من المراقبين الماليين من موقف الرئيس الجزائري الذي غير موقفه بشكل جذري من مسألة التدخل الروسي في مالي.
تدخل لم يكن ممكناً لولا مساعدة ودعم الجزائر منذ عام 2021. مر العديد من أعضاء ميليشيات فاغنر عبر الجزائر وجنوب البلاد للوصول إلى شمال مالي ، وبالتالي دعم القوات العسكرية المالية في حربها ضد الجماعات الإرهابية أو الحركات المسلحة المنشقة.
وهكذا كانت الجزائر أحد أصحاب المصلحة في عملية التدخل الروسي في مالي. لكن من الواضح أن خروج تبون الأخير يمثل انتعاشًا كبيرًا لأن الرئيس الجزائري لم يبتعد بنفسه عن انتشار فاغنر في مالي فحسب ، بل ندد أيضًا بوجود هذه الجماعات شبه العسكرية الروسية في هذا البلد المجاور حيث تتمتع الجزائر ببوابات نفوذ قوية للغاية.
على وجه التحديد ، في اليوم التالي لتصريحات تبون المثيرة للجدل ، اندلعت ردود الفعل بسرعة من باماكو للتعبير عن دهشة السلطات المالية والعديد من المسؤولين حول هذا الموقف الواضح الموالي لفرنسا الذي اتخذه تبون. لقد انحاز الرئيس الجزائري فعليًا إلى مواقف فرنسا التي تدعو إلى إنهاء التدخل الروسي في مالي.
وبحسب مصادر الصحيفة ، سرعان ما اتصل مبعوثون من المجلس العسكري المالي بالسفير الجزائري في باماكو لمطالبته بتوضيح هذه تصريحات عبد المجيد تبون.
كما بدأت اتصالات بين وزارة الخارجية الجزائرية وكبار المسؤولين في المجلس العسكري المالي لتقديم إيضاحات حول هذا التصريح الإعلامي المثير للجدل من قبل تبون.
وبحسب مصادرمغرب أنتلجنس ، فقد طلبت باماكو من الجزائر إجراء مقابلة في الأيام المقبلة مع المبعوث الخاص لمنطقة الساحل وإفريقيا السيد بوجمعة دلمي ، من أجل الحصول على تفسيرات رسمية حول تطور الموقف الجزائري من التحالفات الدولية التي صاغها المجلس العسكري المالي.
هذا ونقلت مختلف وسائل الإعلام العربية والغربية عن الرئيس الجزائري قوله في مقابلة مع صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن الأموال التي يدفعها المجلس العسكري الحاكم في مالي مقابل خدمات مرتزقة “مجموعة فاغنر” الروسية الخاصة ستكون أكثر فائدة إذا تم استثمارها في مشاريع اقتصادية. وأوضح أن “الإرهاب ليس أكثر ما يقلقني، لأنه يمكننا هزيمته، أنا قلق أكثر من حقيقة أن منطقة الساحل تغرق في البؤس”. وشدد على أن “الحل هناك هو 80 في المئة اقتصادي، و20 في المئة أمني”.
وتابع تبون في حديثه عن الوضع في الساحل، أن “تسوية الوضع تمر بوضوح عبر الجزائر”، مضيفاً أنه “لو تمت مساعدتنا في العمل على تطبيق اتفاق الجزائر لعام 2015 من أجل تهدئة هذه المنطقة، لما كان هذا الحال”. وختم أنه “لإعادة السلام، يجب دمج سكان شمال مالي في المؤسسات الحكومية المالية”.