المحرر الرباط
في مشهد عجيب و غريب، أعلن مكتب ربيع لخليع، عن صفقة تجديد رخصة رقمية من مايكروسوفت حددها في 58980024 درهم، أي ما يناهز الخمسة ملايير و ثمانمئة مليون سنتيم، التي ستضخ من صندوق المكتب الذي يعاني من الافلاس اساسا، في حساب الشركة المحظوظة التي ستلعب دور الوسيط مع شركة مايكروسوفت لاجل تجديد الترخيص.
و إذا كانت الدولة المغربية، تعيش على وقع نقطة تحول في اتجاه استقلاليتها المالية و السياسية، ما يقتضي تفعيل مناهج ترشيد النفقات بالحرف، و اعتماد استراتيجيات مالية من شأنها التقليص من المصاريف، نتساءل عن الرخصة التي ستشتريها مؤسسة عمومية بمبلغ يناهز الستة ملايير، في وقت لا تقدم فيه اي قيمة مضافة لخزينة الدولة، بل و قد اصبحت عالة تثقل كاهل بلادنا بالقروض.
تخصيص مبلغ 58980024 درهم، لتجديد رخصة استعمال نظام ربط الكتروني من مايكروسوفت، يعكس حجم اللامبالاة و الاستهتار بالمال العام الذي اصبح قاعدة داخل المكتب الوطني للسكك الحديدية، و الذي بات يتجسد في عشرات الصفقات التي اعلن عنها المكتب على موقع الصفقات العمومية، حيث يتربع لخليع على عرش المؤسسات الاكثر اعلانا عن الصفقات.
58980024 درهم التي سيمنحها الاستاذ ربيع لخليع لبيل غيتس، و بالتالي تحويل مبلغ مهم من العملة الصعبة نحو الخارج، ليست سوى حلقة صغيرة داخل سلسلة من الصفقات التي وزعت على شخصيات معروفة على رأسها السيد رئيس الحكومة، الذي استفادت شركته للمحررقات من ملايير الدراهم في اطار صفقات مماثلة، و نجل سياسي معروف منحت له حصة من صفقات الامن على مقاسه، و هو صاحب لوحة غولف افران التي كلفته عملية طبعها الفين درهم فيما احتسبها بعشرين الف درهم بمباركة من كانوا يراقبون تجهيزاته المصنوعة عند نجار بسلا، و التي سنتطرق لتفاصيلها لاحقا…
نذكركم، أن المكتب الذي يعقد صفقة مع مايكروسوفت لاستغلال برنامج الكتروني لفترة محدودة مقابل 58980024 درهم، قد تجاوزت مديونيته الاربعين مليار درهم، و يسيره 35 مدير مركزي، في وقت لا يتجاوز عدد محطاته 27 محطة، فهل من عاقل في هاته الدولة الشريفة يخبر لخليع بأن صفقاته قد تجاوزت كل الحدود، و بأن شريحة واسعة من المغاربة يشترون البصل و الطماطم بالحبة الواحدة؟