المحرر الرباط
واهم من كان يعتقد بأن بلاغ حزب العدالة و التنمية، لن يكون له ردة فعل من قبل الدولة، و أن القصر سيسمح للبيجيديين ب “التهرنيط” و العودة الى ممارسة السحر و الشعوذة و طقوس الرقية على حساب المصالح العليا للوطن.
ما مارسه البيجيدي في بلاغه، ليس سوى استغلالا لقضية وطنية من أجل استرجاع ما تبقى من العفة التي فقدها و امينه العام يوفع جزءا من اتفاقية ابراهام من جهة، ثم النتائج الكارثية التي تحصل عليها في اخر انتخابات، حيث قال المغاربة لجيوش المصباح “نساؤكم قوامون عليكم”.
بلاغ الديوان الملكي لم يأتي بأي جديد، و إنما وجه نفس الرسالة التي وجهها الاف النشطاء للبيجيدي منذ سنوات، و هي الوطن قبل الجماعة، و هنا لابد ان نسجل بان القصر قد يتساهل مع تقديم الحماعة في توزيع المناصب، وقد يتساهل مع مهاجمتها للدوائر العليا في اذار الحملات الانتخابية، لكن لا تساهل عندما يتعلق الامر بمصالح الوطن العليا.
اميد لو أن القصر يعلم بأن بلاغ البيجيدي مبني على قناعات حقيقية، لما عقب عليه، لكن ما يتمتع به من امكانيات و وسائل لتفكيك الخطابات، جعله على قناعة من ان الاخوان يمارسون الشعبوية لا أقل ولا أكثر، و لعل معظم المقربين من بينكيران يعلمون جيدا أنه سيكون اول من يوافق على شغل منصب سفير لدى دولة اسرائيل اذا وافق العرض الطلب.
رسالة القصر الى البيجيدي، واضحة ولا تحتاج الى كثير من القراءة، و لعل قيادات هذا الحزب قد فهمت بأن التلاعب بمصالح الوطن خدمة للاجندات السياسية الضيقة لم يعد مقبولا، خصوصا في ظل الطفرة التي تعيشها علاقات بلادنا الخارجية، و التي تستوجب رص الصفوف لمواجهة المكائد، عوض التقلاز من تحت الجلابة لوضع بكارة اصطناعية تمويها للناخبين.