المحرر الرباط
لاتزال تدعيات فك خيوط جريمة قتل شرطي الدار البيضاء متواصلة، ولازال موضوع القضية يطفو على سطح الاحداث بموفع فايسبوك، حيث يشارك النشطاء المغاربة بكل فخر و اعتزاز، نتائج التحقيق الذي فتحته المصالح الامنية مدعومة برجال الديستي على هامش اكتشاف جثة المرحوم هشام بورزة متفحمة ضواحي مدينة الدار البيضاء.
اتباع داعش، تمكنوا هاته المرة من تنفيذ عملية حقيرة، و استغلوا في ذلك قرب أحدهم من المرحوم، فتربصوا به و نالوا منه بطريقة وحشية تعكس حجم بشاعة افكارهم و معتقداتهم، و كانوا يطنون بأن جريمتهم ستكون بداية لمخطط ارهابي تليه جرائم متسلسلة الله اعلم من كانوا سيستهدفون فيها، لولا حنكة الامن المغربي و مهنية مخابراتنا التي تأقلمت مع مثل هاته الجرائم.
جريمة البيضاء، تعتبر دليلا على أن مجتمعنا يعج بالحالات المرضية المتشبعة بالفكر المتطرف، و التي قد ترتكب حماقات في اي وقت و أي مكان، لكن من جهة أخرى، فهي مؤشر على نجاعة الخطة الاستخباراتية الاستباقية لمحاربة الارهاب، وعلى أن أقصى ما يمكن أن يرتكبه هؤلاء المرضى هو فعل اجرامي لا يختلف عن عشرات الجرائم التي ترتكب كل يوم، و بعده سينتهي الامر بالمرتكبين وراء القضبان حيث يقبع العشرات من اقرانهم.
التجربة أثبتت أن أقصى ما يمكن لداعش أن تحققه فوق ارض المغرب، هو اضاعة الوقت على شحن البلداء و تكوينهم على سفك الدماء، و بعدها مباشرة، سيبعث الله الصاعقة لتنظيف المكان قبل أن يبدأ تلاميذ داعش في التفكير في طريقة لتنفيذ المخطط، و في اقصى الحالات قد يتمكن هؤلاء من ارتكاب حماقة لا تحقق حتى ابسط تطلعات التنظيم الارهابي في المملكة المغربية.
المناسبة شرط كي نذكر من يتحدثون عن حقوق الارهابيين و من يتهمون بلادنا بالباطل، بأن هناك انسان قُتل بالبيضاء، ذنبه الوحيد هو أنه التحق بجهاز الامن ليتمكن من توفير لقمة العيش لوالدته و لابنائه، امضى سنوات تحت الشمس الحارقة و المطر الغزير، ينظم حركة السير حتى لا تدهس سيارة فلذات اكباد قاتليه، و بسبب ضغط العمل اصيب بالسكري كي يعيش غيره.
مناسبة كي ندعو الدولة الى الالتفاتة نحو هؤلاء المواطنين القابعين وراء خدمة الصالح العام، و كي تحسن من وضعياتهم المالية و الاجتماعية، على الاقل عرفانا بالجميل، و تقديرا لما يقومون به لفائدتنا كمواطنين و لصالح بلادنا كدولة باتت تشكل الرقم الصعب على الصعيد الامني.