المحرر العيون
دعى الملك محمد السادس، مختلف اطياف الشعب المغربي، الى الانتقال من ردة الفعل، دفاعا عن القضية الوطنية، نحو اخد مبادرة الترافع عن وحدتنا الوطنية، في اشارة واضحة الى ان المغرب قد قطع مع سياسة التعامل بحسن نية مع الاغيار، و انتظار تغيير مواقف اثبت الزمن انها ثابتة، و ترتكز على عداوة و حقد متراكم منذ عقود.
دعوة الملك من خلال خطابه الاخير تحت قبة البرلمان، الى ما سبق ذكره، لن تتحقق الا بالعمل على تأسيس جبهة داخلية قوية، تجمع بين فعاليات المجتمع المدني، و المكونات السياسية اضافة الى العنصر الاعلامي، الذي يعتبر حصنا منيعا من شأنه أن يتصدى للدعاية الانفصالية، و أن يفضح شائعات العيكر الجزائري التي يتم ترويجها عبر قنوات اتصال هزيلة تستفيد من فراغ الساحة الاعلامية للنيل من عقول المواطنين.
ان اعادة هيكلة المشهد الاعلامي بالصحراء، باتت ضرورة ملحة، ترغم المصالح المعنية، بضرورة اتخاد مجموعة من الاجراءات الهادفة الى دعم وسائل الاعلام باقاليمنا الجنوبيّة، و تطويرها لتصبح قادرة على مواكبة الترافع عن القضية الوطنية، و الانخراط في الفعل بدل ردة الفعل عبر انتظار صدور الاشاعات لاجل التعقيب عليها و تكذيبها، ما يضيع الكثير من الزمن الذي من المفترض ان يخصص للتعمق في اثارة نقاش موضوعي و جاد حول عدالة القضية الاولى لجميع المغاربة.
و تتوزع العشرات من الجرائد عبر مختلف اقاليم الصحراء، اغلبها يعاني من مشاكل مادية عصيبة، تحول دون تحقيقها لاكتفاء ذاتي، يجعلها تتعمق في اثارة مواضيع تخدم القضية الوطنية، عبر مواد اعلامبة احترافبة، يحتاج تحقيقها الى ميزانيات لابأس بها، تمكنها من توفير الوسائل البشرية و اللوجستية اللازمة لتوفير ظروف عمل مواتية.
جرائد متواجدة بالساحة الاعلامية الصحراوية منذ سنوات، تعاني في صمت من مشاكل مادية و عراقيل ادارية، تساهم في تشتيت الانتباه و دفع المدراء الى الانشغال بامور تافهة، من المفروض ان تسهر الدولة على تجاوزها، بينما تتلقى وسائل الاعلام المحسوبة على الجهة الاخرى اموال ضخمة رغك تفاهتها، ما يمهد لها الطريق نحو الضرب في مصداقية قضيتنا الوطنية، دون ان تجد من يصدها بالطريقة اللائقة، و الكفيلة بدحض جميع شائعاتها.
معظم الجرائد المحسوبة على الأقاليم الجنوبية للمملكة، تعاني من مشاكل متعددة، و تحتاج الى تدخل عاجل من قبل الدولة، عبر اتخاد حزمة من الاجراءات المتعلقة بتوفير الدعم و التكوين و تبسيط المساطر الادارية، بهدف توفير الظروف الملائمة للصحافيين في الصحراء لممارسة مهامهم الوطنية، و المساهمة في تنزيل الخطب الملكية على ارض الواقع ، ما سيتمخض عنه إسهامات اعلامية في المستوى المطلوب، من شأنها ان تأثر في الرأي العام الدولي اذا ما تم ترويجها بطريقة صحيحة.
و من المؤكد أن الدولة المغربية، قد باتت في امس الحاجة لاعلام صحراوي قوي و متماسك، من شأنه أن ينجح في مهمة الترافع عن القضية الوطنية، و أن يتصدى للطرف الاخر، و ان يفضح الاكاذيب التي تروجها الجزائر عبر اعلامها، و التي يمكن القول بأنها قد اخدت منحى التصعيد منذ خطاب الملك محمد السادس، الذي دعى فيه الى اخد مبادرة الدفاع عن قضية الوطن الاولى و عدم انتظار الفعل لاجل القيام بردة الفعل.