ذكرت صحيفة الصباح في عددها الصادر يومه الثلاثاء، أن واقعة تحرش بعميدة شرطة “كوميسيرة”، أسقطت مسؤولا أمنيا مركزيا رفيعا، برتبة مراقب عام، مرشحا لنيل صفة وال، بعدما باشرت معه لجنة من المديرية العامة للأمن الوطني، أبحاثا إدارية مسترسلة، انتهت بصدور قرار توقيفه عن العمل.
وأفادت الصحيفة نقلا عن مصدرها الخاص، أن لجنة البحث المركزية استمعت إلى مجموعة من الأطر، ضمنهم 15 شرطية، تشتغل إلى جانب المسؤولة الأمنية، انتهت بتكوين قناعة أولية بوجود شبهة التحرش، ارتأى معه المدير العام للأمن الوطني، التوقيع على قرار توقيفه عن العمل، في انتظار تعيين مجلس تأديبي للبت في المنسوب إليه، واتخاذ ما يلزم من قرارات عقابية تنسجم مع الخطأ الجسيم المرتكب.
واستنادا إلى المصدر نفسه، أصيبت المسؤولة الأمنية بحالة إغماء بعدما وصل التحرش إلى مستوى الضغط عليها، إذ كانت تخضع لإمرة المراقب العام، كما هددت بالانتحار في إحدى المناسبات، وعجلت بتكليف لجنة عرف عنها الحياد والنزاهة والتجرد للاستماع إلى المسؤول الأمني المشتبه فيه والذي قضى سنوات من العمل بمديرية التجهيز والميزانية، قبل أن ينتقل إلى المقر المركزي للمديرية العامة للأمن الوطني.
وحسب ما تسرب من معطيات داخل صالونات الرباط، أنكر المسؤول الأمني الاتهامات المنسوبة إليه جملة وتفصيلا، مدعيا أن العميد أرادت توريطه للتغطية عن التقاعس في المهام المسنودة لها، وستكشف جلسة المحاكمة التأديبية للمراقب العام في غضون الأسابيع المقبلة عن حقيقة ادعاءات كل من المشتكية والمشتكى به.
ونوه متتبعون للواقعة بالمجهودات التي قامت بها المديرية العامة للأمن الوطني، في التفاعل مع وقائع النازلة والتعجيل بتعيين لجنة مركزية باشرت أبحاثها وقدمت تقريرها الأولي، والذي على ضوئه جرى اتخاذ القرار المؤقت في توقيف المسؤول عن مهامه.
وستساهم العقوبة التي ستتخذ بقرار من أعضاء المجلس التأديبي، في حال اقتناعهم بواقعة التحرش الجنسي في العمل، بحرمان المسؤول الأمني من الترقية إلى رتبة وال للأمن، سيما أنه تسلق مجموعة من الرتب، في إطار الترقيات العادية والاستثنائية، ليصل إلى رتبة مراقب عام، ولم تبق له سوى مسافة قصيرة للحصول على أعلى رتبة بجهاز الأمن.
وتأتي الواقعة على بعد سنتين من سقوط مراقب آخر للأمن، كان يشتغل رئيس منطقة أمنية بالرباط، بعدما حاولت شرطية الانتحار عبر تسلق نافذة بيته لتصاب بجروح خطيرة، وفتحت فيها الأجهزة الأمنية والقضائية بحثا، لكنه خرج منها منتصرا، وأعيد تعيينه بإحدى المناطق الأمنية بجنوب المملكة.