المحرر الرباط
” اسمع كلامك اصدقك .. اشوف افعالك استغرب” جملة تحولت الى مثل شعبي يُقال في المنافق و الكذاب، و هو ما ينطبق تماما على الجمهورية الفرنسية، التي اصبحت مسخرة دولية بسبب افعالها الصبيانية التي تعكس تأثر نظامها بالنظام الجزائري المتهور و الغير ناضج.
فرنسا التي لا تتوقف عن التأكيد على أن المغرب حليف استراتيجي لها، و على أنها تسعى جاهدة لتطوير علاقتها بها، هي نفسها التي تبادر الى الاساءة لنا بمختلف الاساليب، و تحرض اعلامها الرسمي و الدجين على الضرب في سمعة مؤسساتنا و رموزنا و كبار مسؤولينا الذين تعلم مسبقا اننا نحترمهم و نخلص لهم.
و على طريقة زعماء المافيات، يتعمد المستعمر رقم واحد في القارة الافريقية، الى التحريض على بلادنا ماسكا في يده تسبيحا، كي يظهر في هيأة الملاك الطاهر، بل و يبدع في لعب دور الضحية عندما يدعي انه مهتم بعلاقاته مع المغرب و يسعى جاهدا للحفاظ عليها.
ما أقدمت عليه وكالة الانباء الفرنسية اثناء نشرها لقصاصة حول احتفالات المغاربة بفاتح ماي، لا يكشف عن الوجه الحقيقي لفرنسا و حسب، و إنما هو دليل على حقد قصر الاليزيه على بلادنا، و مرآةً تعكس كمية الحسد الذي تكنه هذه الدولة لنا، بعدما استطعنا سحب البساط من تحت اقدامها بافريقيا، و بدون مجهود.
تصنيف ا ف ب، لقصاصتها حول المغرب بقسم الحروب و النزاعات، بينما صنفت نفس التغطية بفرنسا في قسم المجتمع المدني، دليل على انها قد فقدت فعلا البوصلة، باعتمادها اساليب اكل عليها الدهر و شرب للضرب في بلادنا، و لو ان هناك حربا و نزاعا في احتفالات عيد العمال، فما وقع في قلب عاصمة الانوار هو الاجدر بتصنيفه كذلك.
البلد الذي يعيش حربا بين العمال و قوات المحافظة على النظام لشهور، يصف بلادنا التي يحيي فيها العمال رجال الامن بذلك الوصف، و نحن من كنا نعتقد بأن الدولة الفرنسية ستستجيب لمطالب عمالها حول سن التقاعد، ننفاجؤ اليوم بأن حفذة نابليون يحدون حدو الجزائر في تصديرها للازمات نحو بلادنا.
بعد ما نشرته و صنّفته ا ف ب، اليوم حول فاتح ماي بالمغرب، بات من الضروري أن تخرج الدولة الفرنسية بموقف واضح و صريح حول نواياه اتجاه المغرب، عوض الاستمرار في ممارسة ازدواجية المواقف، و مسك التسبيح بيدها اليمنى، بينما تتعمد يدها اليسرى الطعن في سمعة بلد افضاله عليها لا تعد ولا تحصى، كما يجدر بنا التساؤل الى متى ستترفع الدولة عن ردع عملائها فوق التراب الوطني؟