بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين
-السيد وزير الداخلية؛
-السادة الوزراء؛
-السيدات والسادة المسؤولون القضائيون والعسكريون ورؤساء الهيئات الدستورية والأجهزة الأمنية؛
-السيدات والسادة رؤساء ومدراء المؤسسات العمومية والبنكية وهيئات القطاع الخاص الشريكة في تنظيم هذا الحفل؛
-السيدات والسادة ضباط الاتصال الأجانب بالمغرب؛
-السيدات والسادة أعضاء الهيئات المنتخبة وممثلو وسائل الإعلام؛
-حضرات السيدات والسادة.
تُخَلّد المديرية العامة للأمن الوطني، هذه السنة بمدينة فاس، الذكرى السابعة والستين لتأسيسها على يد المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه، مستحضرة عَبَقَ وأَريجَ هذه المدينة المتجذرة في التاريخ، و مُستلهمة معاني الوطنية الصادقة التي تَزخر بها هذه المناسبة في وجدان أسرة الأمن الوطني.
وقد اختارت المديرية العامة للأمن الوطني كعنوان بارز ومرجعية أساسية لتخليد ذكرى التأسيس هذه السنة، الشعار التالي: “67 سنة من التحديث المتواصل لمرفق مواطن”.
وهو شعار يَربط تاريخ المؤسسة الأمنية بماضيها، ويَنهَلُ من نفحات التاريخ التليد لبلادنا، كما أنه يُحدد بشكل استراتيجي وواضح أهداف المديرية العامة للأمن الوطني ومقاصدها الآنية والمنظورة.
فالمديرية العامة للأمن الوطني تُعلي من خدمة المواطن، وتَجعلها مناط العمل الشرطي، بل وتتطلع للسمو بالمرفق الأمني لتجعله مرفقا مواطنا بأبعاد خدماتية.
ولتحقيق هذا الهدف المنشود، وهذه الغاية المأمولة، تُدرك المديرية العامة للأمن الوطني بأن المدخل الأساسي لتنزيل هذه التطلعات الاستراتيجية هو الانخراط الجدي في ورش مستدام من التحديث المتواصل، الذي يَتجاوب مع نبض المواطنين وانتظاراتهم، ويَستشرف التحديات والإكراهات الأمنية المحدقة بهم.
حضرات السيدات والسادة:
يكتسي تخليد ذكرى تأسيس الأمن الوطني هذه السنة طابعا خاصا، ويشكل محطة فارقة تَحفلُ بكثير من المستجدات والأحداث البارزة.
فلأول مرة في التاريخ المعاصر للمديرية العامة للأمن الوطني، يتم فيها تنظيم الحفل الرسمي لذكرى التأسيس خارج رحاب المعهد الملكي للشرطة.
كما أنها المناسبة الأولى التي يتم فيها الاحتفاء بالذكرى السنوية للتأسيس بالتزامن مع انطلاق أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، والتي هي مبادرة تواصلية كبرى تروم تعزيز التفاعل المجتمعي والانفتاح المرفقي لجهاز الأمن الوطني.
فعلى امتداد الأيام الخمسة المقبلة، من 17 إلى 21 ماي الجاري، ستكون العاصمة العلمية للمملكة فضاءً مفتوحا للتواصل المباشر والتفاعل التلقائي بين الشرطيات والشرطيين من جهة، وعموم المواطنات والمواطنين.
وسيأخذ هذا التفاعل والتجاوب بين الشرطة والمواطنين أشكالا مختلفة، ويتجسد في تجليات عديدة، سواء من خلال الأروقة والفضاءات التي تستعرض مختلف التخصصات والمهام الشرطية، والمحاضرات والنقاشات التي ستتناول مواضيع مطبوعة بالأهمية والراهنية، أو من خلال العروض وتمارين المحاكاة التي ستقدمها القوات الخاصة وباقي الوحدات المتخصصة للشرطة.
فالهدف المباشر من وراء هذه المبادرة التواصلية والمجتمعية، هو إبراز تراكمات التحديث المتواصل الذي انخرطت فيه المؤسسة الأمنية في السنوات الأخيرة، وكذا استعراض الجانب الخدماتي في العمل الأمني، فضلا عن فتح قنوات مباشرة للإصغاء لانتظارات المواطنين من المرفق العام الشرطي.
أما الأهداف الاستراتيجية لهذه المبادرة، فهي تعزيز الإحساس بالأمن لدى المواطنات والمواطنين والأجانب المقيمين، وتسليط الضوء على الإمكانيات المادية والبشرية التي تُسخّرها مؤسسة الأمن الوطني للذود عن حمى الوطن وحماية أمن وممتلكات المواطن.
حضرات السيدات والسادة.
إن اختيار مدينة فاس لاحتضان أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني في نسختها الرابعة هذه السنة، هو امتداد لمبادرة تواصلية مستدامة أطلقتها المديرية العامة للأمن الوطني في السنوات الأخيرة، والتي تم تعليقها -مرحليا ومؤقتا- بسبب إكراهات الجائحة الصحية.
فبعد الدورات السابقة الناجحة التي نظمت في كل من مدن الدار البيضاء ومراكش وطنجة، يأتي الدور هذه السنة على مدينة فاس، لاحتضان النسخة الرابعة لأيام الأبواب
المفتوحة للأمن، وذلك لترصيد هذه التجربة المجتمعية والتواصلية، وإعطائها زخما جديدا ودفعة قوية من أجل توطيد البعد المواطن لجهاز الأمن الوطني.
وتتميز النسخة الحالية لأيام الأبواب المفتوحة بتدعيم الشراكات التي كانت قائمة من قبل، والانفتاح على متدخلين وفاعلين جدد، إيمانا بأن الأمن هو مبتغى جماعي ومطلب مشترك، يستفيد منه الجميع، ويشارك أيضا في تحقيقه الجميع، كل من نطاق تدخله.
وبخصوص هذه النقطة بالذات، أود أن أتقدم، نيابة عن السيد المدير العام للأمن الوطني وعن جميع الشرطيات والشرطيين، بالشكر الجزيل والتقدير الكبير للسيد والي جهة فاس مكناس، ولمجلس الجهة، ولكل المؤسسات العمومية والبنكية والقطاع الخاص، الذين ساهموا في تنظيم هذه التظاهرة المواطنة بامتياز.
حضرات السيدات والسادة.
إن تنزيل المفهوم الجديد والمتجدد للسلطة، الذي أرسى دعائمه الجناب الشريف أسماه الله وأعز أمره، يمر حتما ولزوما عبر الإصغاء المباشر للمواطنات والمواطنين.
كما أن تحقيق مبادئ دستورية سامية ومفاهيم أمنية متطورة، مثل الحكامة الأمنية الرشيدة، وشرطة القرب، والإنتاج المشترك للأمن، يقتضي بالضرورة تنويع وتدعيم قنوات التواصل الأمني والانفتاح المرفقي.
ومن هذا المنظور، تُشكل أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني مناسبة سانحة لتحقيق هذا التفاعل المباشر مع المواطنات والمواطنين، بمختلف فئاتهم العمرية، وذلك لإبراز منظومة العمل الشرطي من جهة، وملاءمتها مع الانتظارات الحقيقية للمواطنين من جهة ثانية.
وبهذه المناسبة، يُشرفني أن أرحب بكم جميعا في رحاب مدينة فاس، وفي كنف هذا الفضاء المخصص لاستقبال النسخة الرابعة لأيام الأبواب المفتوحة، شاكرا لكم قبولكم دعوات الحضور، وتشريف أسرة الأمن الوطني بمشاركتها احتفالاتها بمناسبة ذكرى التأسيس.
بارك الله في عمر مولانا أمير المؤمنين، وحفظه بما حفظ به الذكر الحكيم، وأدام على جلالته نعمة الصحة والسلامة وطول العمر، وأقر عينه بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وشد أزره بصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة، إنه سميع مجيب.
وخير ما نختم به هذه الكلمة هو قول الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه “الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ” صدق الله العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته