المحرر الرباط
معلوم أن عزيز أخنوش “بياع و شراي”، لا يهمه سوى المكسب و مصالحه الشخصية، و هذا ما يظهر جليا في تسبيره للشؤونه الوزارية و الحزبية، حيث انتصر الرجل في اكثر من مناسبة لمصالحه الشخصية على حساب حزب التجمع الوطني للاحرار و كذا على حساب وزارة الفلاحة و الصيد البحري ابان سنوات قيادته لها.
نستحضر ما وقع لمباركة بوعيدة، التي لم تكمل ولايتها على رأس قطاع الصيد البحري، بسبب خلافاتها مع الكاتبة العامة زكية الدريوش، و كيف أن عزيز اخنوش قد وجد نفسه مضطرا للتضحية بقيادية في حزبه ارضاءا للمسؤولة التي لازالت تُعتبر علبته السوداء داخل قطاع ينخره الفساد من جميع اعضاء جسمه.
نفس التجربة التي مرت منها مباركة بوعيدة قبل سنوات، يمر منها اليوم محمد صديقي، الوزير الذي خلف عزيز اخنوش على رأس خزائن قارون، و في ظل تمسك صديقي باستبعاد الدريوش عن الكتابة العامة لتجاوزها له و لاكتشافه العديد من الخروقات، اطلقت الكاتبة العامة تحدي البقاء في منصبها، مستقوية بعزيز اخنوش ، و مصرة على جعل وزيرها يركع لها باعتبارها المرأة الحديدية داخل القطاع.
الخلاف بين الوزير و كاتبته في قطاع الصيد لم يعد سرا كما كان اخنوش يتمنى، بل انه تحول الى مادة دسمة يتداولها حتى صغار مهنيي الصيد التقليدي بكثير من الاشاعات، التي تفيد بان هناك تهديدات بفضح كثير من الفساد و تسريب ملفات من شأنها أن تثير ضجة في اوساط الرأي العام، و هو الشيء الذي لا يعره الوزير صديقي اي اهتمام باعتباره غير معني باي ملفات تمت معالجاتها قبل استوزاره.
خسارة زكية الدريوش لمنصبها قد يجعلها تخسر الكثير، خصوصا عشرات المناديب و المدراء الذين يعلنون الولاء لها، ولا يترددون في خدمة لوبيات الصيد البحري تنفيذا لاوامرها، فمن المتوقع أن انهاء مهام الدريوش سيليه اعفاءات بالجملة لمجموعة من المسؤولين الذين راجت حولهم اخبار تؤكد ولاءهم لها و خدمتهم للجهات التي باتت اشهر من نار على علم داخل قطاع الصيد.
و يرى العديد من المهتمين بما يروج داخل كواليس وزارة الفلاحة و الصيد، ان علاقة الوزير بالكاتبة العامة قد دخلت في مرحلة اللا عودة، خصوصا بعدما تجاوزته هذه الاخيرة في اكثر من مناسبة و تجاهلت تحديراته بخصوص تديبرها المنفرد للقطاع، غير ان هؤلاء لا يستبعدون أن ينتصر اخنوش مرة اخرى لصندوق اسراره، و أن يضحي بوزيره حتى يبقى نشير الوزارة بين اسوارها. خصوصا في ظل الدعم اللامحدود الذي تقدمه السيدة جليلة مديرة ديوان اخنوش القادمة من شركة اكوا للكاتبة العامة.
السؤال الذي يتداوله العديد من المتابعين لمباراة محمد صديقي ضذ زكية الدريوش و من معها، يتمحور بالاساس حول حول مصير الشركة اياها التي استفادت من ملايير الدراهم نظير مشاريع داخل قطاع الصيد، و من سيتجرؤ بعد الكاتبة العامة على التعامل مع نفس الشركة ادا ما انتصر الوزير لكرامته التي يرى انها اهينت بسبب تجاوزه في قرارات مهمة.