أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مبعوثًا سريًا جدًا لزيارة لشبونة والتقاء الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال زيارته الرسمية للبرتغال في 22 و23 مايو الماضي، وفقًا لمصادر جزائرية عدة كانت ترافق الرئيس الجزائري خلال إقامته في البرتغال.
ووفق ما أورده موقع مغرب أنتلجنس، فقد تم إرسال هذا المبعوث من قبل ماكرون لنقل رسائل سرية إلى عبد المجيد تبون دون علم أي جهة جزائرية أخرى. ووفقًا لمصادر مغرب أنتلجنس، فإن الرئيس الفرنسي أدرك حقًا أن اتصالاته مع نظيره الجزائري غير آمنة. ولم يعد تبون قادرًا على التحدث هاتفيًا أو عبر القنوات الرسمية لأن كل ما سيقوله أو يشاركه مع إيمانويل ماكرون سيصل إلى آذان المؤسسة العسكرية. وهذه المؤسسة غير متحمسة، بل معارضة ومعادية لتعميق التقارب مع فرنسا وهذه “الصداقة الشخصية” التي نشأت بين ماكرون وتبون.
وتؤكد مصادر الموقع السالف الذكر، أن الرئيس الجزائري يواجه ضغوطًا مستمرة من قبل القيادة العسكرية الجزائرية للحفاظ على مسافة معينة من باريس، حيث أن المواقف الجيوسياسية لفرنسا والتأثيرات الغربية القوية لا تخدم بشكل كبير مصالح المؤسسة العسكرية ولا تتوافق مع رؤيتها للعالم. وللتغلب على هذه الضغوط ولطمأنة جنرالاته، يضطر تبون إلى عدم الكشف عن مدى “التبادلات الودية” بينه وبين إيمانويل ماكرون.
وبما أن زيارته المرتقبة إلى فرنسا لا تزال تواجه عراقيل بسبب عدم التوافق بين البلدين في العديد من القضايا الاستراتيجية مثل الهجرة أو التعاون القضائي والأمني، اختار تبون وماكرون وسيلة اتصال جديدة: الاعتماد على مبعوثين آمنين وسريين لتفادي أي تبادل رسمي عبر القنوات الدبلوماسية. ومن خلال هذا الوسيلة الجديدة للتواصل، يأمل تبون وماكرون في إيجاد حلول سريعة للمشاكل التي تعوق العلاقة الثنائية بين بلديهما وتبادل المعلومات السرية دون أن تتدخل جهة أخرى.