المحرر الرباط
لم يقم الدركي الذي حرر مخالفة ضد سائق شاحنة كانت محملة بالمساعدات الموجهة للمناطق المنكوبة الا بعمله، ولا يمكن لاي كان أن يلومه طالما ان المخالفة في محلها لكن، هل يعلم هذا الدركي ان الوطن يعيش حالة استثناء؟
ربما ان الدركي محرر المخالفة، يجهل ان بارتدائه للزي الدركي فهو يمثل جهازا عريقا،تم وضعه على رأس جميع الاسلحة، و تصرفه هذا مهما كان قانونيا قد يفتح جبهة الانتقادات على هذا الجهاز الذي يقدم ابطالا يساهمون في انقاد ضحايا الزلزال.
و ربما لا يعلم صاحبنا هذا، أن المساعدة موجهة كذلك لزملائه العالقين بعين المكان، و الذين تابعنا كيف اصبحت حالتهم و هم ينقبون فوق الانقاض عن الضحايا، و من الطبيعي جدا ان يستفيد هؤلاء من المساعدات التي وجهها المغاربة الى المنطقة.
و لو ان المخالف يعرف احد كولونيلات الدرك، هل كان محرر المخالفة سيقول له “ماشي سوقي”؟ طبعا لن يتجرأ على ذلك لاننا كمغاربة نعلم جيدا و متأكدين من انه قبل تحرير تلك المخالفة و بعدها، تم التغاضي عن مخالفات كثيرة لسبب او لاخر و لاداعي للدخول في التفاصيل.
الشاحنات التي تتوجه الى الحوز، تحمل مساعدات مقدمة من الشعب المغربي، و تعكس للعالم لحمة تجمع بين العرش و الشعب، و على الاقل وجب التغاضي عنها احتراما للظرفية التي تمر منها بلادنا ، و انسجاما مع التضامن الواسع الذي عبر عنه المغاربة و على راسهم جلالة الملك و جهاز الدرك نفسه.
و بما انه لا احد من حقه أن يعترض على تحرير المخالفة التي تبقى من صلاحيات رجل الدرك الذي رفض الانسجام مع توجه الشعب المغربي فلا يسعنا الا ان نقول له “سامحك الله” أيها البطل .