المحرر الرباط
في خطوة غريبة و عجيبة، توجه الرئيس الفرنسي بخطاب الى الشعب المغربي عبر من خلاله عن تضامنه مع المغاربة في مصابهم الجلل، و حاول الظهور عبرها بمظهر الرجل المتأثر الذي لا يبتغي سوى الاجر و الاحسان.
و رغم أن قادة الدول لا بوجهون الخطابات لشعوب غير شعوبهم، فنحن كمغاربة نقدر للسيد ماكرون ما قام به، و نود ان نقول له شكرا لكم فخامة الرئيس لكننا لا نحتاج لمساعدتكم التي نرجو ان توفروها لتقدموها الى شعبكم العظيم.
ما قام به الرئيس الفرنسي لا ينم عن خطوة انسانية يقوم بها رئيس دولة صديقة، و انما هو محاولة لتجاوز جلالة الملك و تمرير رسالة الى المغاربة مفادها “نحن الفرنسيون نريد مساعدتكم لكن النظام المغربي يرفض ذلك”.
ولان فرنسا لم تعد تتعامل مع مغاربة الستينات، فنحن نعي جيدا لماذا لم يتم السماح لها بالمساعدة في نكبة الحوز، و واعون جدا بهذا القرار الذي نؤيده و نحترمه و مستعدون لتحمل عواقبه مهما كانت، لانا المغاربة يعيشون على الخبز اليابس ولا يقبلون اهانة رموزهم و مقدساتهم.
نويد ان نذكر فخامة الرئيس الفرنسي بأن اعلامه التابع للمخابرات هو من كان يسخر من المغاربة بعد وقوع الزلزال، و انه هو بشحمه و لحمه من زار الجزائر كي يستفز المغاربة و يهددهم و يلوي ذراعهم، و لهذا نطالبه بتوفير مساعداته لشعبه لعلها تنفعه اذا ما عادت الاضطرابات الى عاصمة الانوار.
نحن شعب يقتسم كسرة الخبز و لا يرضى بالاهانة، و بامكان السيد الرئيس و من يقف وراءه أن يتأكد من ذلك بالعودة الى ماقام به المغاربة منذ صباح يوم السبت لفائدة ساكنة الحوز، و لملكنا علاقات دولية كفيلة بجلب المساعدات التي تكفي لافريقيا و لفرنسا نفسها.
رسالة الرئيس ماكرون قد وصلت، و جوابها هو ان المغاربة وراء ملكهم و نظامهم و مؤسساتهم، و إذا ما وافق محمد السادس على مساعدات فرنسا سنكون اول المرحبين بها و الشاكرين لها، و الى هنا فنحن شعب قادر على مساعدة نفسه و قد نساعد فرنسا اذا ما طُلب منا ذلك.