المحرر الرباط
سواء اتفقنا معهم ام لم نتفق، عبر العشرات من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي عن حس وطني عالي و انتقل اغلبهم الى منطقة الحوز محملين بمساعدات لضحايا زلزال الحوز، في مشهد لم يسبق المغاربة اليه اي شعب في العالم.
اشخاص بتوجهات مختلفة و محتويات متنوعة، كانوا حتى الامس القريب متفرقين على مواقع التواصل الاجتماعي، و كان الجميع يؤكد على استحالة اجتماعهم، رأيناهم موحدين بمنطقة الحوز، تجمعهم تامغربيت و توحدهم الانسانية التي باتت جوهرة نادرة في زمننا هذا.
ما قام به العديد من مشاهير اليوتوب و فايسبوك و تيكتوك و انستغرام، رغم ما كانت توجه اليهم من انتقادات، دليل على اللحمة التي تجمع الشعب المغربي، و بادرة تؤكد ان الملك هو الضامن لوحدة الوطن، و هنا يكمن السر في انفراد الشعب المغربي و تميزه عن باقي شعوب العالم.
سكبنة كلامور من عالم روتيني اليومي و الشيخ الكتاني من مجال الدعوة و الشاف لعروبي من عالم الطبخ و امين رغيب من فضاء المعلوميات اضافة الى رواد التجارة الالكترونية و غيرهم، اجتمعوا في مكان واحد و على شيء واحد هو تقديم المساعدة لاخوانهم المغاربة، فكان الحدث بمثابة ملحمة وطنية اسقطت الاختلاف لفائدة الانسانية، و اظهرت للمتابعين أن المغاربة مهما اختلفوا سيظلون جسما واحد لا يقبل ان يمس اي عضو منه بسوء.
مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي، شكلوا في وقت من الاوقات سجالات واسعة و تعرض العديد منهم لانتقادات لاذعة، بسبب المحتويات التي يقدمونها، لكنهم اليوم اظهروا للاشخاص الذين يختلفون معهم ان المحتوى لا يعكس معدن الناس، ولا يقتل الوطنية بداخلهم، و ان هذا الشعب مهما اختلفت مكوناته حول المبادئ و الايديولوجيات، فان ذلك لن يؤثر على تماسكه و تلاحمه.
حميد المهداوي الذي سجن ظلما، لم يتردد في الانتقال الى عين المكان، و كان من بين الناس الذين ساهموا و لو بالقليل لصالح الضحايا، حتى بانتقاداته الموجهة الى السلطة كان المهداوب متأثرا تظهر الوطنية على وجهه، في مشهد يعكس حجم صبر هذا الرجل و حبه لوطنه، ونفس الشيء بالنسبة للعديد من النشطاء.
الاسلامي و اليساري و من لا توجه سياسي له و التاجر و المقاول و الرياضي و السكير، اجتمعوا اليوم في مكان واحد، تدفعهم الانسانية و حب الوطن نحو هدف واحد، هو تقديم المساعدة المادية و النفسية للضحايا، و هكذا كان المغاربة مند قرون و هكذا سيظلون حتى يرث الله الارض و من عليها… ارفعوا رؤوسكم فانتم مغاربة!!!!!