أعلن مسؤول أمريكي كبير في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية، بوزارة الخارجية الأمريكية، استقالته من منصبه، احتجاجا على ما وصفه بالدعم العسكري المتهور لـ”إسرائيل” في حربها على غزة.
وقال جوش بول، في رسالة توضح أسباب استقالته، نشرها على حسابه بموقع “لينكد إن”، إنه يغادر اليوم منصبه، “لأنني أعتقد أن المسار الحالي المتعلق بتوفير الأسلحة الفتاكة الموسع والمستمر لإسرائيل، وصلت معه إلى النهاية”.
وأضاف: “خلال 11 عاما، قضيتها في عملي، قمت بتقديم تنازلات أخلاقية أكثر مما أستطيع أن أتذكر، لعدم نقل الأسلحة الفتاكة إلى البلدان التي تنتهك حقوق الإنسان”.
وقال بول: “لا يمكننا أن نكون ضد الاحتلال ومعه في نفس الوقت، ولا أن نكون مع الحرية وضدها في الوقت ذاته، كما لا يمكننا أن نكون في عالم أفضل بينما نساهم في عالم أسوأ”.
وتابع: “رغم أنني اعتبر هجوم حماس على إسرائيل أكثر من وحشي، لكنني أؤمن من أعماقي أن الرد الذي تتخذه إسرائيل، ومعه الدعم الأمريكي للوضع الراهن للاحتلال، لن يؤدي إلا إلى معاناة أكثر وأعمق، وهذا ليس في المصلحة الأمريكية على المدى الطويل”.
وقال إن استجابة هذه الإدارة، وكثير من أعضاء الكونغرس أيضا، كانت عبارة عن رد فعل متهور مبني على الانحياز والإفلاس الفكري، والجمود البيروقراطي، وهذا مخيب للآمال وغير مفاجئ على الإطلاق”.
وشدد على أن “الحقيقة هي أن الدعم الأعمى لجانب واحد مدمر على المدى الطويل لمصالح الشعب على كلا الجانبين، وأخشى أننا نكرر نفس الأخطاء التي ارتكبناها خلال العقود الماضية، وأرفض أن أكون جزءا منها لفترة أطول”.
وقال إن العقاب الجماعي هو عدو “السلام، سواء كان ذلك عبر هدم منزل واحد أول ألف منزل، وكذلك التطهير العرقي والاحتلال كما هو الحال مع الفصل العنصري”.
وأشار إلى أنه استقال من حكومة الولايات المتحدة، لأن مسؤوليته في مجال نقل السلاح، وتابع: “لا أستطيع العمل في دعم مجموعة من الأهداف الرئيسية، ودفع مزيد من الأسلحة إلى أحد جانبي الصراع، والذي أعتقد أنه قرار قصير النظر ومدمر وغير عادل، ويتعارض مع القيم ذاتها التي نعتنقها علنا”.