المحرر الرباط
لاتزال مجهودات عبد الاله بنكيران، الامين العام للعدالة و التنمية متواصلة من أجل تشكيل حكومة ستقود المغرب لخمس سنوات مقبلة، و في وقت تتضارب فيه التعليقات حول التحالفات التي يشكل بها هذا الرجل حكومته، خرج قبل مدة بتصريح أكد من خلاله على أن المفاوضات مع باقي الاحزاب قد وصلت للطريق المسدود، ما يفيد بأن حزب العدالة و التنمية و رغم أنه استطاع أن يظفر بالمركز الاول في انتخابات 07 أكتوبر، الا أنه مسألة قيادته للحكومة على كفي عفريت، و قد يفتح الباب أمام باقي السيناريوهات خارج نطاق المعهود.
و ان كان عبد الاله بنكيران، اليوم، بصدد حصد ما زرع رفاقه في الحزب، من خلال تصريحاتهم المشينة، و خرجاتهم الاعلامية غير محسوبة العواقب، و تهجمهم على الشخصيات السياسية التي يحتاجونها اليوم لقيادة الحكومة، فان “هبيل فاس”، الذي كان حتى الامس القريب عدوا لذوذا للمصباح، سيتأثر بدوره من الموقف الذي اتخده و تمسك به، ظنا منه أنه سيفوز بمنصب يجعله يسير جلسات نواب الامة، أو يتجول داخل الوزارة الاولى بصفة وزير بدون حقيبة، حيث أنه بدأ يتأكد أن حميد شباط قد راهن فعلا على الحصان الخاسر، و بعدما تسبب في وقت سابق في خروج حزبه من الحكومة، هاهو سيكون سببا في عدم دخوله لها منذ البداية.
أصل الحكاية، و ما يهم من كل هذه القصة، هو سؤال يتعلق بالجهات التي ستتضامن مع حزب العدالة و التنمية اذا ما فشل عبد الاله بنكيران في تشكيل الحكومة؟ خصوصا و أن الرجل خسر الكثير من المتعاطفين معه، بعد سلسلة من التصريحات التي تبرا فيها ممن يدافعون عنه، بل و هاجمهم و وصفهم ب “البراهش”، حيث أنه كان يظن بأنه فعلا قد “قطع الواد و نشفو رجليه”، و كان على يقين من أن منصب رئيس الحكومة بات بين يديه للمرة الثانية، ليدخل في سياسسة “قليب الفيستا”، التي كان قد خاضها عقب فوزه بالانتخابات السابقة، و التي ربما نسيها المواطن المغربي، فأعاد نفس الخطأ ظنا منه أن بنكيران هو المنقذ الوحيد في هذا الوطن.
الكثير من المتعاطفين مع حزب العدالة و التنمية، يعبرون اليوم عن مدى سخطهم على صقوره، و تصريحاتهم المستفزة، بالاضافة الى مواقفهم المرتجلة، التي قد تتهجم على حزب و تصف قائده “هبيل فاس”، فتعود بعد ذلك للتحالف معه، و التي تصف المدافعين عن المصباح بالبراهش و المشوشين، و هي نفس التصريحات التي لم تفرق بين ما هو سياسي و محيط القصر الملكي الذي من المفروض أنه لا ينتمي لأي جهة سياسية، فمن سيتعاطف اليوم مع بنكيران، و قد خسر كل شيء؟