المحرر الرباط
تداول عشرات الالاف من مغاربة الفايسبوك، خبر احتضان بلادنا للدورة 93 من اشغال الجمعية العامة لمنظمة الدولية للشرطة الجنائية، بكثير من الفخر والاعتزاز، حيث أكد هؤلاء على أن هذا الحدث يعكس المكانة التي يحتلها المغرب داخل الانتربول، و يمكن يعتباره اعترافا بما قدمه المغرب من خدمات لفائدة الدول المنضوية تحت لوائه.
و يرى العديد من متداولي الخبر أن قرار منح المغرب شرف تنظبم هذا الحدث، يبصم تألقا أمنيا جديدا للمغرب على المستوى الدولي، لينضاف الى سلسلة من النجاحات التي حققتها الاجهزة الامنية و الاستخباراية داخل المنظومة الامنية العالمية، و ذلك بعدما استطاع في وقت سابق أن يصنف في خانة كبربات الدول التي استطاعت تقزيم حجم الارهاب و الجرائم العابرة للقارات.
الاف المتابعين لهذا المستجد، يربطونه بفعالية الاجهزة الامنية منذ تعيين عبد اللطيف حموشي مديرا عاما للامن الوطني و لمراقبة التراب الوطني، و ابداعه في التنسيق بين هاتين الادارتين، و جعلهما جسما واحدا، يشتغل بذماغ واحد بهدف خدمة الصالح العام، بينما يبقى البسيج، نتاجا لحسن التدبير و التخطيط داخل غرفة عمليات المنظومة الامنية، التي تعتبر مصدرا لكل ما تحقق من انجازات طيلة هاته السنوات.
و إذا كان حموشي، القادم من الطبقة الشعبية المتواضعة، قد استطاع أن يصل الى اعلى المراتب داخل الدولة المغربية، فإن ذلك راجع بالاساس الى اختياراته الموفقة لمن يعمل بجانبه، حيث ساعده في ذلك المامه الكبير بالهيكلة البشرية داخل منطومة الامن، و اجتهاده في العمل طيلة السنوات التي تدرج فيها داخل المديرية العامة للامن الوطني، لينال نصيبه كمجتهد يعترف الخصوم بكفاءته قبل الاصدقاء.
الجانب الانساني الذي طغى على عمل مدبري الشأن الامني في بلادنا، ساهم بشكل كبير في الانجازات التي تحققت على ارض الواقع، و كأن رجال الامن و ابناء عمومتهم في الاجهزة الموازية، كانوا ينتظرون العطف و الاهتمام بشؤونهم الاجتماعية و المادية، لاجل بلورة ما تعلموه في المعاهد و الاكاديميات على ارض الواقع، ولعل المتائج التي يتم استعراضها اكبر دليل على ان عمل الامن قد تضاعف خلال السنوات الاخيرة.
الانتصارات الامنية المغربية، انتقلت من داخل ارض الوطن الى خارجه، و قد سجلت المنظومة الامنية الدولية منذ سنوات، انجازات غير مسيوقة وصلت درجة تقديم معلومات قبمة و ثمينة لفائدة دول عظمى، حول تهديدات ارهابية تواجهها، بينما يبقى عدد الاشخاص الذين اوقفهم رجال الامن و تم تقديمهم للانتربول بناءا على نشرات حمراء، مهما مقارنة بباقي الدول المنتمية لهذا التنظيم الضخم.
يبدو ان المؤسسة الامنية قد بلغت اوج الانجازات بمنحها شرف تنظيم نسخة من نسخ اجتماعات الجمعية العامة للانتربول، و هذا لا بمكن ان يكون باي حال من الاحوال سببا في التوقف عن التفكير في تحقيق المزيد، الشيء الذي يدفعنا كفعاليات للمجتمع المدني، بالدعوة الى تخصيص جزء من اهتمام الدولة لمسألة تحسين وضعية الجهاز الامني، عبر الرفع من ميزانيته و تحسين اوضاع العاملين اضافة الى العمل على تهييء الجو المناسب لمسؤوليه المركزيين للعمل اكثر و باثقان.