المحرر الرباط
يجد العشرات من الصحافيين انفسهم مستهدفين من طرف المستولين على دواليب المجلس الوطني للصحافة، رغم ان من بينهم من صوتوا لصالح لائحة يونس مجاهد و دافعوا عنها بعدما اقنعوهم ان المستقبل سيكون زاهرا و أن الصحافي المغربي سيكون مسنودا من طرف مؤسسة باتت اليوم في وضعية غير قانونية لمجرد ان الاشخاص اياهم يرفضون النزول من على صهوة الحصان.
الحقيقة هو ان يونس مجاهد لا يستهدف الصحافيين الذين لم يتمكنوا من الحصول على بطاقة الصحافة، و لا حاجة له بالمواقع الصغيرة التي بالكاد تستطيع ان توفر مصاريف عيشها وسط مجال يسيطر فيه الوحوش على صنابير الدعم و يستعملون في ذلك ارقاما وهمية و مبيعات خيالية و موظفين بالعشرات من بينهم الزيجات و الاخوات و افراد العائلة.
يونس مجاهد يخوض غمار حرب ضد نور الدين مفتاح، الطامع في قيادة المجلس، و لهذا فان الرجل لا يهمه حرمان عشرات الصحافيين من البطائق اذا كان ذلك سيمكنه من ولاية ثانية على رأس المجلس، و بما ان اغلب المنخرطين في فيدرالية الناشرين ينتمون للصحافة الجهوية التي لا تتوفر على موارد مالية كبيرة، فالخطة هي وضع عراقيل لاجل تقليص عدد هؤلاء، و بالتالي حرمان مفتاح من اصواتهم في انتخابات المجلس المقبلة.
من يصدق ان مجاهد و معه البقالي، مهتمون فعلا لاخلاقيات المهنة، فندعوه الى مراجعة مواقفه، و التدقيق في ماهية عدد من المواقع التي تتحكم في صناعة القرار داخل المجلس، و كيف ان مواقع الخردة هي المهيمنة على بطائق الصحافة، اما من يعتقد ان الرئيس يدافع عن كرامة الصحافي فلكم في قضايا عديدة عبرة يا أولي الالباب.
ما يقع اليوم لمن صوتوا على لائحة بوتين و ميدفيد في انتخابات مجلس الصحافة، هو تماما ما يقع لمن صوتوا على اخنوش، مع فرق بسيط متمثل في كون الذين صوتوا لمجاهد كانوا يعلمون ان الرجل لن يقدم للمهنة اي قيمة مضافة، و ان كل ما يتقنه هو الجلوس مع الجهات المعلومة حتى يضمن مساندتها له و حتى يستمر في الترويج لكونه مدعوما من طرفها.