اعترف أحمد عطاف، وزير الخارجية الجزائري، بقيام المغرب بمشاريع ومنجزات تنموية في المناطق الصحراوية المغربية.
وجاء حديث عطاف، ردا على سؤال للصحافية الجزائرية خديجة بن قنة على قناة “أثير”، التابعة لشبكة الجزيرة، التي قالت إن المغرب حقق إنجازات تنموية بمشاريع استثمارية واستطاع أن يجلب اعترافات دول كثيرة بمغربية الصحراء، متسائلة: “أليس هذا كله إنجازا مغربيا؟”، فرد عطاف “كل ما قلته صحيح، ويوجد ذلك على أرض الميدان”.
وحسب ما أوردته صحيفة الصباح فحينما شعر الرجل أنه قال الحقيقة التي صدمت نظامه العسكري، استدرك الأمر محاولا خلط الأوراق، متسائلا عن الجدوى من وجود بعثة “مينورسو” مدعيا أنها حاضرة لوجود أزمة بين المغرب والمتحدرين من الصحراء، وأن هناك مشكلا قائما.
وادعى وزير خارجية الجزائر أن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب في 2007، لتقرير مصير سكان الصحراء لم يكن هدفها حل المشكل، بل كانت مناورة لإنهاء كل حديث عن الاستفتاء، وتغيير موقف الرأي العام، مضيفا أن خطة الحكم الذاتي المشكلة من ثلاث أوراق، لم يطلع عليها وزراء الخارجية، ودول مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، وظلت تراوح مكانها 16 سنة ولم يخصص لها مجلس الأمن ولا دقيقة أو ثانية واحدة لدراستها، فقاطعته الصحافية، قائلة” إنه على العكس من ذلك رحب مجلس الأمن بالمبادرة المغربية”.
وعاد عطاف حسب ذات المصدر لتكرار الأسطوانة المشروخة أن بلاده ليست طرفا في النزاع، رغم أنها تؤوي في الجزائر الجنوبية، ميليشيات “بوليساريو”، وتدعمها منذ ما يزيد عن نصف قرن.
وكذب عطاف على إسبانيا، مدعيا أنها غيرت موقفها من دعم الحكم الذاتي في الصحراء، وأن الموقع الرسمي للحكومة الإسبانية ووزارة خارجيتها، يؤكدان ذلك، لذلك أعاد سفير بلاده للعمل في السفارة بمدريد، فيما رد خوسي مانويل ألباريس، وزير الشؤون الخارجية والاتحاد الأوربي والتعاون لمملكة إسبانيا، في ندوة صحافية عقدها بشكل مشترك مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، قبل أسبوعين بالرباط، قائلا إن “موقف مدريد من الحكم الذاتي الذي تم الإعلان عنه سابقا مازال كما هو ولم يتغير”، وهو الموقف الذي سبق التعبير عنه في الإعلان المشترك الذي تمت المصادقة عليه في 7 أبريل 2022، والذي توج أشغال الدورة 12 للاجتماع رفيع المستوى بين المغرب وإسبانيا، المنعقد في فبراير 2023.
وادعى عطاف أن بوريطة رفض الرد عليه هاتفيا لتقديم بلاده دعما لضحايا زلزال الحوز، مدعيا غياب حسن النية، فيما النظام العسكري الجزائري رفض دخول المساعدة المغربية إبان حرائق غابات الجزائر، رغم وجود طائرات متخصصة “كانادير”، وتوفي المئات من الجزائريين، بسبب رفض المساعدات المغربية. كما رفض النظام الجزائري اليد الممدودة للملك محمد السادس في خطابات كثيرة، قصد بدء حوار يناقش كل القضايا العالقة، وفتح الحدود لتسهيل تبادل زيارات الأسر.
وتلاعب عطاف ومعه مواقع النظام العسكري لبلاده بتصريحات مسؤولين أمريكيين، مدعين أن المشكل قائم بين المغرب ومليشيات “بوليساريو”، والحقيقة أن كل قادة “بوليساريو” هم ضباط مخابرات عسكر الجزائر يشتغلون وفق التعليمات التي تأتيهم من الثكنات.