المحرر الرباط
معلوم ان من يقفون وراء الحملات المسعورة التي تسعى الى النيل من بلادنا، قد غيروا من منهجية تحركاتهم، و لم يعد المغرب بمفهومه الشمولي هو المقصود بشكل مباشر، حيث يعمل من يخطط للضرب في سمعة بلادنا، على شن حملات مستهدفة بشكل دقيق و مدروس.
في السابق كان من يدعون انهم لاجئين سياسيين، يهاجمون المغرب كدولة، و يتطاولون على الملكية بشكل مباشر، حيث ظل هؤلاء يختلقون الاشاعات حول الملك محمد السادس و يفبركون الاخبار المتعلقة بحياته الخاصة لسنوات عديدة، لكنهم لم يحققوا اي نتائج تذكر في ظل العلاقة التي تجمع العرش بالشعب.
لقد تأكد لمن يقف وراء اللاجئين، أن مهاجمة المغرب كدولة، و اختلاق القصص و الاكاذيب حول ملكه لن يجدي نفعا، فبالرغم من كل الاموال التي تم صرفها لاجل خلق حالة من التوتر بين العرش و المجتمع، و دفع الناس نحو الخروج للاحتجاج، لم يأتي باي جديد تحت الشمس، و علموا ان البيعة في المغرب لا تنبني على تدخل المؤسسة العسكرية أو تزوير الانتخابات، بقدر ما هي علاقة متجدرة على مر التاريخ.
المتربصون بالوطن، لم يتوقفوا عند فشلهم هذا، لان تحطيم المغرب بالنسبة لهم أكثر من مجرد حرب تقليدية، بل يتجاوزها بكثير، و بالنسبة لهم، فمن سينجح في تحقيق ذلك الامر، يدخل التاريخ و ربما يُوضع له تمثالا ليبقى خالدا، و لهذا تجدهم لا يكلون ولا يملون من رسم الخطط و وضع الدسائس لبلد لازالت يده ممدودة لهم.
الخطة تغيرت منذ مدة قصيرة، و بات المقصود من هجمات الخصوم، مؤسسات الدولة المغربية، و خصوصا تلك التي تعتبر العمود الفقري لها، لهذا تجد أن المستهدف الاول في حملات هؤلاء هي المؤسسة الامنية، التي تحملت العديد من المكائد ولازالت كذلك في ظل التضامن الكبير الذي تلقاه من الشعب المغربي و النخب المثقفة.
التمعن في معظم الحملات التي يشنها بعض الموالين لخصوم المغرب، يجعلنا نكتشف ان هؤلاء يوحدون صفوفهم في مهاجمة عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني و مدير مديرية مراقبة التراب الوطني، و الجميع يدعي مقاضاته خارج ارض الوطن، وما الى ذلك من ادعاءات اصبحت آذاننا تتقزز لسماعها.
ما يسعى اليه من يقفون وراء هؤلاء، هو ارغام الدولة على الاستغناء عن هذا الرجل، لأن في الحرب، يجب استبعاد القناص الماهر، حتى يتمكن الجنود من التسلل الى ميدان العدو، و هو ما يفعله بالضبط الذين يدفعون الملايين من الدولارات لمضايقة بلادنا و التشويش عليها دوليا و اقليميا،.
عبد اللطيف حموشي بالنسبة لهؤلاء، يشكل القناص الذي يسقط كل محاولة للتسلل داخل صفوفنا، و هو الرجل الذي كان له الفضل في قيادة ديبلوماسية امنية، استقطب من خلالها شركاء استراتيجيين و داعمين دوليين لمواقف بلادنا، و لهذا فاي عملية تسلل لن تنجح طالما ان هذا الرجل لازال في منصبه.
لقد بات مفضوحا، ما يخطط له اعداء الوطن، عبر ارغام الدولة المغربية على استبعاد حموشي و اخراجه من دوائر القرار، حتى تكون لهم فرصة و احتمال لمواجهة قناص يخطئ اهدافه، و هو ما سيمكنهم من هدم جميع المكتسبات التي تحققت بفضل السياسة الامنية التي تم وضعها منذ تعيين الرجل في منصبه.
ردة فعل الشعب المغربي، كانت ذكية، بعدما جعل المغاربة من المدير العام للامن الوطني بطلا قوميا، يتسابقون لالتقاط الصور معه، و يشكرون جلالة الملك لتعيين رجل نزيه و نقي الذات و الذمة على رأس مؤسستهم الامنية، و هو مازاد الخصوم غضبا فتحولوا الى الحديث عن التقاط الصور مع حموشي، عوض مناقشة انجازاته و اخفاقاته.
أن يجري الناس وراء التقاط الصور مع شخص ما، ليس بالضرورة ما روج و يروج له البعض على وسائط التواصل الإجتماعي، و إنما هو مرآة تعكس مدى انسجام افراد الشعب مع القرارات الملكية، و كذا رضاهم على ما استطاع الرجل تحقيقه خلال سنوات من العمل المتواصل و المرهق.
التقاط المواطن صورة مع وليد الركراكي، لا يختلف عن نفس الفعل مع عبد اللطيف حموشي، و الاختلاف يكمن فقط في مجال العمل، فالركراكي يحبه المغاربة لانه مدرب يعطي كل شيء لرفع علم البلد و حموشي رجل امن يضحي بالغالي و النفيس ليعيش المغاربة في امن و سلام، و لعل الدور الذي يلعبه حموشي اكبر بمئات الاضعاف مما يقدمه العشرات من الذين بتسابق الناس لالتقاط الصور معهم.
تسابق الناس لالتقاط الصور مع الحموشي، له معاني كثيرة مغايرة تماما لما تم الترويج له من طرف الخصوم، فذلك بعكس الاعجاب و الحب و التقدير، و بالتالي يمكن تطبيق نفس المنطق على المؤسسة الامنية التي كانت حتى الامس القريب لا تشكل للمغاربة سوى سيارة النجدة و الحراسة النظرية.
نعم، لقد نجح حموشي فيما فشل فيه العديد من المسؤولين، و استطاع أن يرسخ مفهوم الشرطة في خدمة المواطن لدى الشعب المغربي، قبل أن ينتقل الى ترسيخ مفهوم “الشرطة المغربية في خدمة جميع دول العالم” على المستوى الدولي، و هنا تكمن عقدة الخصوم، الذين يرون أن تقدم المغرب مقرون بنجاحات مؤسساته الامنية و الاستخباراتية.