المحرر الرباط
يأبى الاعلام الجزائري، الا أن يثبت للمنتظم الدولي، أن دول العالم ثلاثة اصناف، دول ديمقراطية و دول بوليسية أمل الصنف الثالث فهي الدول العسكرية التي تعد على رؤوس الاصابع، ولا يوجد منها الا ثلاثة أو أربع دول في كل قارة.
الدولة الجزائرية تنفرد بهذا اللقب في قارتنا السمراء، في ظل توالي الهفواة الاعلامية التي تؤكد على أن الجنرالات يسيرون ببلد المليون و النصف شهيد نحو الهاوية، لا لشيء سوى لأنهم يسعون الى الانتقام من المغرب منذ حرب الرمال.
فعندما تكون الدولة بوليسية، يكون لاعلامها هامش من الحرية لتصحيح بعض اخطائها، و حتى البوليس يتمتعون بقدر من الذكاء في التعامل مع الاحداث السياسية ، فيتجنبون القذف في جميع الاتجاهات، و يعلمون متى يهاجمون و متى يصمتون.
بالنسبة للعسكر، لا تراجع في ساحة الحرب، و قد يهدمون الابار فقط لكي لا يشرب منها العدو، و عندما تبدأ معركتهم فهم لا يتوقفون حتى و إن اقتضى الامر قصف قواعدهم، و استعمال جميع انواع الاسلحة بما فيها المحظورة قانونيا.
هذا بالضبط ما بقع داخل الاعلام الجزائري، الذي بات يقصف بمينا و شمالا و يستعمل في قصفه لبلادنا جميع انواع المغالطات، لدرجة أن وكالة الانباء الجزائرية، اصبحت تتبنى قصص ترويها الهاربات المن مستشفيات الامراض العقلية و تنشرها بكل وقاحة.
من بتابع برامج الاعلام الجزائري، سيتأكد من أن العسكر يفسد كل شيء، و أن شنقريحة ينقل معاركه الدانكيشوتة الى الساحة الاعلامية، تجسيدا لمثل حساني يفيد بأن الشخص الذي يكرهك لا يحلم بك الا الكوابيس، “لي مايحملك يحلم بيك الحلم الشين”.
ما يقوم به الاعلام الجزائري، بعيد من ان يكون هجوما تقوده مخابرات متوازنة و متمرسة، لانه و بكل بساطة، مجرد حرب عسكرية، يقودها الجنرالات بعقلية ما قبل التكنولوجيا و الانترنيت، و يردده البعض على مضض خوفا من غضب الثكنات.
“الكلاخ المبين”، عنوان بارز يؤطر ما يقوم به الاعلام الجزائري منذ فترة، و يؤكد على أن جارتنا الشرقية، تعاني تحت وطأة أحذية العسكر، الذي يطبق مبادئ الحروب في ميادين المعارك، داخل قطاع الاعلام لتجعل منه مسخرة بين النخب.
ما يصدر عن الاعلام الجزائري، من تصريحات و اخبار و قصاصات، فريد و غريب لدرجة أنه لا يصدر حتى عن الجرائد الموالية لجبهة البوليساريو، التي ربما تحترم ساكنة المخيمات، و تعي جيدا أن لما يُنشر ابعاد دولية قد تنعكس عليها سلبا.
الوضع القائم داخل الاعلام الجزائري، يكشف لنا حقيقة ما قد يقع لاي دولة إذا ما أُطاق فيها العنان للعسكر، و يؤكد للعالم على أن مكان الجنرالات لا يجب أن يتجاوز حدود الثكنات و الحاميات العسكرية، أما أن تعطى لهم امكانية تدبير قطاعات أخرى، فستكون لديك دولة اسمها “الجزائر”.