تعاني كراكيز قصر المرادية الحاكمة في الجزائر حالة من الفوبيا الغير عادية والتي لا تتحمل أي شيء ذكر فيه اسم المغرب، أعراض هذه الفوبيا تتحول في كل مرة إلى عداء واستفزازات لهذا البلد الجار في أي مناسبة أتيحت لهم.
والواضح أن الجزائر تحاول بكل الطرق جر المغرب إلى دائرة التراشق وتأجيج الصراع عن طريق اختلاق أسباب واهية لا تنطلي حتى على المبتدئين في شؤون السياسة والديبلوماسية، وهو ما تحاول فعله عبر استغلال قضية نزع ملكية بخصوص عقارات تابعة للسفارة الجزائرية بالرباط، من أجل توسيع مباني إدارية لفائدة وزارة الشؤون الخارجية بعاصمة المملكة المغربية، في إطار المنفعة العامة.
وبالعودة إلى بلاغ الخارجية الجزائرية، الذي يظهر منه بشكل جلي مستوى انحطاط السياسة الخارجية، نجد أنه تحدث عن خرق المغرب لاتفاقية فيينا والأعراف الدولية، وهي الدولة التي تضرب كل الأعراف والقانون الدولي سواء في مسألة إغلاق الحدود و في قضية الصحراء عبر دعمها للإنفصاليين، وهنا نتساءل أين وضعت الجزائر الأعراف والقوانين الدولية عندما قررت احتضان انفصاليي البوليساريو ومعهم انفصاليي ما يسمى “بالريف”؟ وأين كانت الأعراف والقانون الدولي يوم قررت الجزائر قطع علاقاتها مع المغرب بشكل أحادي؟
وتناست الجزائر التي اتهمت المغرب ظلما وبهتانا في بلاغ خارجيتها، أنها هي من أقدمت على طرد أزيد من 350 ألف مغربي مقيم بطريقة شرعية بالجزائر وصادرت ممتلكاتهم ونهبت مدخراتهم وسطت على ممتلكاتهم، وها هي الآن تمارس من جديد سياسة المظلومية وتحاول أن توهم الشعب الجزائري الشقيق بأن الجزائر مستهدفة وأن المغرب يريد النيل منها.
ومن دون شكل أن هذا الجدل الدائر حول قضية نزع ملكية عقارات بالرباط يظهر ازدواجية المعايير لدى حكام الجزائر في التعامل مع القضايا.
ولأنه ليس من الإنسانية التشفي في المرض، فلا يسعنا هنا إلا أن نرفع أيدينا في هذه الأيام المباركة إلى العلي القدير أن يشفي الجزائر وإعلام الجزائر ومسؤولي الجزائر من فوبيا أصابتهم إسمها “المغرب”.