المحرر الرباط
عجيب أمر المغاربة، خصوصا في تعاملهم مع قضية الصحراء، و كيف أنهم يتهجمون على كل شخص انحاز لجبهة البوليساريو، دون أن يقفوا عن اسباب و مسببات ذلك، في وقت لا يعلم فيه السواد الاعظم من الشعب المغربي، أن جزءا كبيرا من المشاكل التي تعترض الموقف المغربي، يتسبب فيه القائمون على هذا الملف.
عندما نتحدث عن تونس، فنحن نتحدث عن بلد صديق، من العيب و العار أن نخسر رايه العام و محلليه و سياسييه، لصالح الجزائر، و نحن نعلم جميعا أن جزءا كبيرا من التونسيين غيروا من مواقفهم اتجاه قضية الصحراء، و أصبحوا يؤيدون جبهة البوليساريو بشكل صريح، في وقت كانت تونس من حلفاء المغرب قيادة و شعبا.
ألم يتساءل المغاربة عن الاسباب التي أدت الى خسارة جزء كبير من المجتمع التونسي؟ و بدل الاكتفاء بمهاجمة الاخر يجب التفكير في هذا السؤال الذي قد تكون الاجابة عليه حلا لعدة مشاكل في نفس الوقت، خصوصا و أن نفس المشكل يتكرر بالنسبة لعدد من الدول التي نشتكي من توغل الجبهة فيها بدعم من الجزائر.
لنعد بالذاكرة شيئا ما الى الوراء، و تحديدا عندما نظمت تونس المنتدى الشبابي الدولي، و لندقق في طبيعة الوفد المغربي الذي تم ايفاده لتونس، للمشاركة الى جانب وفود العالم، و من بينها الجزائر و البوليساريو، كي نكتشف أن جل من انتقلوا من المغرب الى تونس، أشخاص لم تتوفر فيهم المعايير الكاملة للدفاع عن مغربية الصحراء و تمثيلها لتكذيب ادعاءات البوليساريو.
أغلب من تم ايفادهم في تلك الفترة، اكتغفوا بالسيحة، و تبادل الارقام الهاتفية مع الحسنوات، و من بينهم من نشر صوره و هو يتناول الخمر بدون حياء ولا استحياء، في وقت كان فيه وفد البوليساريو يعمل على الدفاع عن اطروحاته، و بامكان أي شخص أن يطلب لائحة من شاركوا في تلك التظاهرة كي يقف على مستوى الوفد الذي انتقل من الغرب ليمثل شبابه.
نفس المشكل يتكرر بالنسبة للملتقيات الدولية، و لاجتماعات هياكل الامم المتحدة، التي أصبحت تحفظ نوعا من البشر دونا عن غيره، حتى تحولت المدعوة سعداني ماء العينين، الى ممثلة للمغرب في البكاء و العويل، و اخرون يتجولون من أجل السياحة و التبضع، و لتهذب القضية الى الجحيم.