المحرر الرباط
منذ ازمة المقابلة التي كانت ستجمع بين فريقي نهضة بركان و اتحاد العاصمة الجزائري، قبل أن تحول التصرفات الرعناء للنظام الجيران في عدم اجرائها، و الإعلام الجزائري يهرطق بتفاهات تزيد العالم العربي يقينا من أن الصحافة في جارتنا الشرقية تتغدى فعلا على الفضلات.
بين من تساءل عن قميص فريقٍ صيني هل سيتسع للخريطة و من طالب بكتابة عبارة “نحن مسلمون” على اقمصة اتحاد العاصمة اثناء مقابلة العودة، اتضح و بالملموس، أن هناك شخص قد تلاعب في اعدادات بلذ المليون شهيد، و تسبب في قلبه رأسا على عقب من اعلى قائمة الهرم حيث عبر الرئيس عن اعتزامه تخصيص مزرعة لزرع مسحوق الحليب الى آخر متشرد في وهران يعتقد ان “المروك” اعداءه.
عقدة نظام بأكمله، لاترال قابعة في قلوب جنرالات انتقلوا من مرحلة الشيخوخة الى مرحلة الطفولة التي يضع فيها الكهل حفاظات بسبب التبول الغير ارادي، انتقلت عن طريق الاعلام الذي اازال بعيش في القون العاشر، و يروح بين الناس للمعجزات و الخرافات، لدرجة ان هناك من قال ان الجزائر التي أسسها المستعمر الفرنسي، كتنت احب البلدان للرسول الكريم عليه الصلاة و السلام.
اعلام لا تهمه المصداقية و لا الشرف، مقابل ما يتلقاه من اموال طائلة، مخصصة فقط للسرب في بلادنا، و الحقيقة هي او ان كل تلك الاموال قد صرفت على الشعب المشتاق لرائحة الحليب، لكان حاله افضل مما هو عليه اليوم، و اما تجمهر الجزائريون بالمئات في طابور طويل جدا، لاجل الحصول على نصف لتر من الجليب المصنع الذي لا فائدة غذائية منه ولا يصلح الا لتحضير الارز.
النظام الجزائري الذي يتسبب في هلاك امة باكملها، يدفع للصحافة كي تهاجم دولة تستغل اشعة الشمس لتوفير الطاقة لها و لعدد من دول العالم، و تصدر السيارات الى اوروبا، بل و تؤمن غذاء دول و شعوب بفضل فلاحتها و بحرها و سواعدها، و ها هي اليوم تنتقل الى السرعة القصوى كاول دولة افريقية مصدرة للفوسفاط، و مصنعة لاجزاء الطائرات.
ردة فعل الاعلام الجزائري على ما وقع بعد وصول نهضة بركان الى الجزائر، هي مرآة تعكس الانحطاط و التفاهة التي بات نظام الكابرانات يعيش على وقعها بعد تاه في طريقه نحو تقسيم المغرب، و لم يعد قادرا على اللعب بورقة الصحراء كما كان يفعل لتبرير ملايير الدولارات التي تم صرفها على ابراهيم غالي و عصابته دون جدوى.
شيوخ الجاهلية في الجزائر و نظراؤهم في تيندوف، و بمباركة الاعلام الجزائري المسكين، وصلوا الدرجة صفر من الانحطاط، و انتقلوا الى مرحلة الخرافة في حربهم على المغرب، و ليث حربهم هاته، كانت لها نتائج كما روج لذلك بوخروبة قبل سنوات، فالناظر الى المغرب لن تقع عيناه الا على التقدم و الازدهار، و لن تسمع اذناه شيئا سوى عبارة “عاش الملك” الذي تجمع المغاربة من الشمال الى الجنوب.
المغرب في صحرائه و الصحراء تنتعش وهي في مغربها، و اينما ولى الكابرانات وجوههم سيجدون مشاريع في كل مكان، و ستنفجر اكبادهم و هم يسمعون ان الداخلة ستحتضن اكبر ميناء في افريقيا، و ان بوجدور و طرفايا تصدران الطاقة نحو الشمال، فيما ان مدينة العيون قد باتت تضاهي كبريات المدن الاروبية و حتى مطاعم ماكدونالدز قد وافقت على فتح فرع لها في هاته المدينة.
المملكة المغربية وصلت درجة من التقدم، اصبح المواطن المغربي فيها يلتقط صورا مع المدير العام للامن الوطني، في مشهد يكشف الفرق بين امننا و امنهم، بينما تكرم دول العالم رئيس الاستخبارات العسكرية، ما يصنع الفارق بين استخبارات تساهم في امن الدول و اخرى تزرع الفتن و الحروب فيها، و من جهة اخرى لازال الكابران الجزائري يضع المنظار على عينيه و يتابع المشهد في صمت و قلبه يخفق من شدة الحقد و الحسد.
ليث اعلام الكابرانات يساهم في بناء دولة جزائرية حديثة، و متقدمة، عوض حشر انفه في شؤون جيرانه، على الاقل حتى لا يحتاج المواطن لعلبة حليب و حتى لا يجعل نشطاء العالم من بلد قدم ملبون شهيد ارواحهم فداءا له، اضحوكة ضحكت من تفاهتها الامم.