المحرر الرباط
فتحت كوبا كتاب الجزائر بشكل واضح و مفضوح ، و عرّت عن حقيقة نظام الكابرانات الذي لطالما اكد على ان قضية الصحراء تعني المغرب و البوليساريو ولا دخل للجزائر قيها.
مطالبة كوبا باسترجاع 450 مليون دولار، كتكالبف عمليات التدريب والتكوين التي استفادت منها وفود البوليساريو ، يؤكد على أن النظام الجزائري هو الذي يرعى جمهورية الخيام البالية و يتبناها بشكل كامل.
و اذا كانت جمهورية “مارو”، دولة قائمة الذات بمؤسساتها و ماليتها، فلماذا تطالب كوبا من الجزائر دفع تكاليف التدريب و التكوين المرتبطة باشخاص لديهم تمثيليات ديبلوماسية في هذا البلد، يرفعون فوق مبانيها رايتهم المزعومة؟
البوليساريو و إن كانت دولة مستقلة بمرقفها، كما يروجون لذلك في كل وقت و حين، نتساءل عن القانون و العرف الذي سيجعل كوبا تطالب بنبرة تهديدية، دولة بتسديد ديون دولة اخرى؟ اللهم اذا كانت الجزائر و جمهورية “مارو” تتشاركان في وزارة المالية.
دولة كوبا التي ظلت تكون طلبة و جنود البوليساريو،منذ ما يزيد عن الثلاثة عقود تهدد الجزائر لاجل استرجاع اموال صرفت على مواطنين غير حاملين لجنسيتها، و هو تصرف يكشف مجموعة من الحقائق ربما قد تكون اهمها هي فقدان الدولة الكوبية الامل في حلم تاسيس دولة جنوب المغرب.
كما ان ذلك قد يكون دليلا واضحا، على افلاس الصناديق السوداء التي يتم ملؤها باموال غاز الجزائريين الحالمين بعلبة حليب، و هو ما يعني افلاس نظام الكابرانات الذي لم يعد قادرا حتى على دفع نفقات اعتيادية ظل يضخها في صناديق دولة بامريكا اللاتينية منذ 1976.
الى حدود الساعة فجميع شعوب العالم قد علموا ان جبهة البوليساريو قد استنزفت صناديق الجمهورية الجزائرية، و لم يعد احد يجهل هذه المعلومة عدا الشعب الجزائري الشقيق، الذي لا زال يعتقد اكثر من نصفه ان المغرب عدو له، بينما شجع النصف الاخر، منتخب فرنسا اثناء مواجهته للمنتخب المغربي.
جميع شعوب العالم تعلم أن افلاس الجزائر يقابله تقدم المغرب و ازدهاره، لان الفرق ليس بالبيترول و الغاز ولا حتى بالفوسفاط، و انما بالقيادة الرشيدة و الصفوف المرصوص و الاستخبارات التي تعلم جيدا كبف تدبر الازمات و تتعامل مع الاولويات، و الجزائريون لسوء حظهم يفتقدون للفرق الذي قد يجعلهم دولة عظمى.