الجزائر: تفاهة نظام

شارك هذا المقال

المحرر الرباط

 

لا شك أن ملايين العرب الذين ظلوا يتساءلون عن اسباب خلاف الجزائر و المغرب، قد اطلعوا أخيرا على خبايا الامور، و اصبحوا شبه متأكدين من أن الامر وما فيه لا يغدو أن يكون سوى مجرد تفاهة نظام، يقود بلدا برئيسه و مرؤوسيه، نحو الهاوية التي باتت قاب قوسين أو أدنى من شوارع و مدن الدولة الجزائرية.

ما حدث في مقابلة نهضة بركان و اتحاد العاصمة، ذهابا و ايابا، جعل اخواننا العرب، الشغوفين بمباريات كرة القدم، على علم بحقيقة دولة تدعى العظمة، بينما تعكس تصرفات من يقودها من وراء أسوار الثكنات شيئا اخر، لتتحول ارض المليون شهيد، الى اضحوكة بين الامم.

ان تمنع فريقا من لعب مقابلة رسمية، و حاسمة، لمجرد ان الفريق الخصم يرتدي اقمصة بخريطة وطنه، فهذا تصرف لا يعكس سوى التفاهة و المستوى المنحط الذي نزلت اليه اللولة الجزائرية نتيجة تراكمات من الغل و الحقد الذي يكنه عسكرها اتجاه بلد جار.

و اذا كانت الجزائر تتصرف بهكذا طريقة مع دولة تجمعها معها روابط لا تعد ولا تحصى، و تقتسم معها الحدود و الهواء و الماء، فكيف سيكون تصرفها مع دولة تبعد عنها بالاف الكيلومترات؟ سؤال يستحق ان نطرحه على الاشقاء العرب لما تعلموه من الرسول الكريم من حسن معاملة الجار.

السؤال الذي يطرح نفسه عقب قرار الكاف، الذي ادان تصرف التظام الجزائري، هو ما علاقة سيادة الدولة الجزائرية الاي تحدث عنها البعض، بخريطة اختارها فريق اجنبي لتكون على قميصه؟ و ما هو الضرر الذي كان سيصيب السيادة الجزائرية لو ان المقابلة أجريت في موعدها؟ و بما ان مصادرة اقمصة نهضة بركان كانت لها علاقة بالسيادة، لماذا رفض اتحاد العاصمة اللعب فوق اراضي السيادة المغربية؟

النظام الجزائري، و بتفاهته تلك، قدم للمملكة المغربية أكبر هدية، ربما تفوق اهميتها انتصار فريق نهضة بركان، فحتى الذين كانوا غير مهتمين بالخلاف المغربي الجزائري، اصبحوا اليوم و بقضل شنقريحة مشكورا، على اطلاع جيد بتفاصيل ما يقع، و باتوا متأكدين من أن الله سبحانه و تعالى قد حشر المغاربة مع جيران السوء.

من جهة اخرى، فقد تابعت الجماهير الكروية العربية، و التي تشكل جزءا كبيرا جدا من المجتمع العربي من المحيط الى الخليج، كيف تم استقبال فريق اتحاد العاصمة بالمغرب، و كيف قدمت لهم الورود باسم الملك محمد السادس، لدرجة أن من المصريين و السعوديين و القطريين و السوريين… من استغرب من صبر المغرب على وقاحة جيرانه و تفاهتهم.

 

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد