المحرر من الداخلة
تصريحان متزامنان في التوقيت و المكان، كشفا عن التناقض داخل حزب التجمع الوطني للأحرار باقليم الداخلة، و عن غياب تاطير حزبي كفيل بخلق التناغم داخل اوساط المنخرطين فيه و توحيد الخطاب السياسي الذي يعتبر لبنة اساسية في اقناع المواطن بالبرامج الحزبية.
حدامين حرمة الله و الراغب حرمة الله، سياسيان ما يجمعهما اكثر مما يفرققهما، بحكم الانتماء الحزبي و العائلي، خرجا بتصريحات تضرب في بعضها البعض و كشفا للرأي العام على أن الكلام داخل حزب اخنوش بالداخلة يُطلق بلا ميزان ولا حسبان طالما انه لا يكلف فلسا واحدا، ولا حتى محاسبة.
الاول برلماني و ممثل جهوي للحمامة بالداخلة، أما الثاني فهو ابن اخيه و رئيس الجماعة الذي يقال انه يدبر شؤونها بالوكالة، و رغم كل ما يجمع الرجلين من علاقات عائلية و حزبية و سياسية و حتى اقتصادية، الا انهما يفتقدان للانسجام. و التأطير الحزبي الذي من المفروض ان يخدم شعار “تستاهل احسن”.
جلس العم وراء الميكروفون مخاطبا الناس، و بشرهم بتأسيس اكبر مستشفى عسكري بالمغرب، و اضخم مستشفى خاص، و لم يفوت الفرصة لاقحام الملك في الموضوع و التأكيد على مكانة ساكنة الداخلة في قلب جلالته، في محاولة تودد واضحة للمخزن، بعدما راج من محاضر بوليسية منذ اشهر.
و في وقت زمني قصير، جلس ابن الاخ فوق كرسي الرئيس ببلدية الداخلة ينتفض اوضاعها و يعرب عن سخطه من انعدام المياه الصالحة للشرب، لدرجة ان المواطن بمدينة الداخلة عاد الى حقبة بائدة، حيث كان الناس يخرجون امام منازلهم لملئ البراميل بالماء.
هل يسوي كلام العم مع كلام ابن اخيه و زميله في الحزب؟ و هما يؤكدان على بناء اكبر مستشفى عسكري بالمغرب في مدينة لازالت ساكنتها تطالب بحقها في الماء الصالح للشرب؟
و إذا كانت مصلحة الساكنة تهم السيد البرلماني نتساءل عن الاسئلة التي وجهها الى القطاع المعني بالماء الصالح للشرب بصفته البرلمانية، و الساكنة تعاني من هاته المعضلة منذ شهر رمضان الكريم.