المحرر الرباط
في تعقيب له على الحكم الذي اصدره القضاء في حق عمر بنحماد و فاطمة النجار، نشر امحمد الهيلالي، مسؤول قسم العمل المدني الوطني لحركة التوحيد والإصلاح، تدوينة مثيرة للجدل، خلفت العديد من ردود الفعل التي وصلت الى درجة الاستهزاء بمستوى الكاتب، والذي ضرب في الصميم مصداقية القضاء الذي يسهر عليه مصطفى الرميد زميله في الحركة، و كشف بشكل مباشر أن حركة التوحيد و الاصلاح، تغوص فعلا في أعماق بحور السياسة ولا علاقة لها بالدين، خصوصا عندما اتهم الاجهزة باستغلال قضايا شخصية في الدعاية السياسية المضادة.
مسؤول المرصد العام للحركة، و رغم أنه على يقين من أن عمر و فاطمة، كانت تجمعهما علاقة غير شرعية، الا أنه قرر أن يحدو حدو العدل و الاحسان في معالجة فضائحها، من خلال الترويج لنظرية المؤامرة، و الفاق التهم للاجهزة التي لو انها تقتفي فعلا خطى اخوان عبد الرحيم شيخي، لما وجدت وقتا لاحباط محاولات الدمار التي تنهجها داعش اتجاه المغرب، و لما تمكنت في يوم من توقيف باخرة محملة بالمخدرات القوية عرض سواحل الداخلة، في وقت نعلم فيه جميعا أن فضائح الاسلاميين في المغرب تعد بالملايين.
و نتساءل كما يتساءل عدد من الاشخاص، عن الاسباب التي دفعت الهيلالي الى التعليق على هذا الموضوع بعدما أسدل الستار عليه من طرف القضاء، و هو نفس الشخص الذي اصيب بالخرس عندما شاعت اخبار اعتقال العشيقين بشاطئ القمقوم، و اذا قال العرب قديما “سكت دهرا و نطق كفرا”، فان هذا المثل ينطبق على الاخ امحمد الذي نطق اخيرا فقرر الصاق ما اقترفه “كوبل التوحيد و الاصلاح” في الاجهزة، و التي لم تقم سوى بواجباتها، و بالتنسيق مع النيابة العامة التي يتراسها الرميد.
سؤال اخر يتبادر الى الاذهان، له علاقة بتدوينة امحمد الهيلالي، هو عن الاسباب التي دفعت الحركة، الى طرد عمر و فاطمة، طالما أن الامر يتعلق بظلم اصابهما، و كيف أن المعنيين بالامر لازالا يلتزمان بالصمت و لم يعلقا الى حدود اليوم على هذا الموضوع، بينما يتكلف الهيلالي و بعض الابواق بنشر تدوينات لا تخرج عن نطاق اتهام الاجهزة بالترصد لهذين الاخيرين، التي شاءت الاقدار أن تفضحهما بعدما ظلا يدعون الناس الى تجنب الزنى، و يلبسون لباس التقوى في المنابر و امام عدسات اعلاميي حركة التوحيد و الاصلاح.
أن تتهم الاجهزة بما لا تملك عليه دليلا، شيء عادي داخل حركة يقول اعضاؤها ما لا يفعلون، لكن الغريب في تدوينة امحمد الهيلالي، هو توجيهه لعتاب غير مباشر، للحقوقيين و المدافعين عن الحريات الشخصية، لعدم تضامنهم مع كوبل الحركة، و هو الشيء الذي يثير الكثير من الضحك، خصوصا عندما نفكر بأن قيادي في التوحيد و الاصلاح، يعاتب ابتسام لشكر على عدم تضامنها مع من يتهمونها بنشر الرذيلة، أو يلوم خديجة الرياضي، التي تدافع عن حقوق المثليين على عدم الدفاع عن من يعارضها في ذلك؟؟؟
تدوينة الحكيم و النبيه جدا، امحمد الهيلالي، اتهمت الامن بانتهاك الحرمة الشخصية، بمعنى أوضح، فان توقيف شخصين داخل سيارة على شاطئ البحر، يعتبر حرمة شخصية، في وقت يعلم فيه الجميع، أن الألمان و الامريكان، يجرمون ممارسة الجنس في الاماكن العمومية، فبالاحرى دولة تعج بالحركات الاسلامية المشابهة للتوحيد و الاصلاح، أما قواعد المحاكمة العادلة، فان الهلالي هو أول شخص على يقين من أن زميليه قد اعترفا بالمنسوب اليهما في محاضر رسمية، و دون أن يتعرضا للتهديد أو التعذيب.