قضية محمد زيان تعري عن عورة المتاجرين بمعاناة الناس

المحرر الرباط

 

نفس الوجوه التي تدعي استنكارها لنهب المال العام، تخرج اليوم للدفاع عن محمد زيان المتابع باختلاس ما يزيد عن المائة مليون سنتيم من صندوق الحزب المغربي الحر، بعد شكاية تقدمت بها قيادته الحالية في شخص المحامي اسحاق شارية الذي خلف زيان في منصبه الحزبي.

و بالعودة بالزمان الى الوراء، سنكتشف أن الوجوه نفسها، كانت تصفق لمحمد زيان و تشجعه على ارتكاب مزيد من الحماقات، ما جعل الرجل يتمادى في تهجمه على مؤسسات الدولة، وصلت الى درجة التطاول على المؤسسة الملكية، التي يعتبرها المغاربة رمزا لوحدتهم و اساسا لامنهم و استقرارهم.

شرذمة من الاشخاص، لا أحد يفهم اهدافهم ولا القناعات التي يدافعون عنها، و يتحركون بمنطق الدفاع عن كل شخص يخدم اجنداتهم حتى و إن كان مختلسا، و مهاجمة كل من عارضهم و إن كان نزيها مخلصا لوطنه، و هو ما يمكن ملاحظته من خلال دفاعهم عن محمد زيان رغم علمهم علم اليقين بان الرجل قد اختلس اموالا عمومية.

و اذا كان محمد زيان قد بلغ من العمر عتيا، نتساءل عما اذا كان ذلك مبررا لعدم تقديم كشوفات لتوضيح اين صرف مبلغ مائة مليون سنتيم من مالية حزب الاسد، كما نتساءل متى كان العمر مدخلا للادلاء بتصريحات تمس بمؤسسات الدولة و هيبتها و رموزها؟

و نتساءل عن مبدئ المساواة الذي يدعو اليه من يدافعون عن زيان اليوم، اذا ما تم اطلاق سراحه، و هل يعلم هؤلاء ان سجون المملكة تعج بالسجناء كبار السن، الذين يجب اطلاق سراحهم اذا ما تم الافراج عن محمد زيان لهذا السبب الغير منطقي.

نفس الاشخاص الذين يدعون الى استقلالية القضاء يحاولون اليوم التأثير عليه في قضية السجين محمد زيان، و يحاولون جاهدين اخراجه من السجن و اعادته لاستئناف خرجاته المسيئة للوطن، و التي لا تخدم سوى اجندات تقف وراء الستار لتحريك الكراكيز و الفارين من العدالة خارج ارض الوطن.

مشكلة محمد زيان ليست مع بعبع المخزن الذي يحاول البعض رسمه على وسائل التواصل الإجتماعي لتشويه سمعة الوطن، فهذا الوطن قد مر منه الالاف الاشخاص الذين أخطأوا في حق البلد و رموزه فاحتضنتهم الدولة و أدمجتهم في المجتمع كأن شيئا لم يكن، بل و من بين هؤلاء من حضر بالامس لعيد ميلاد الامن و التقط الصور مع البوليس في جو يجسد الوطنية و تسامح المغرب مع ابنائه.

زيان و إن أذنب في حق الدولة، فلن يكون اكثر ذنبا من اشخاص تم الصفح عنهم و اصبحوا فيما بعد وزراء و مسؤولين كبار في الدولة، فكل انسان معرض للخطأ و يبقى هذا الخطأ قابلا للصفح طالما ان من ارتكبه لا يلبس ثوب الولي الصالح كما فعل زيان، الذي كان ينهى عن منكر و يأتي باخر اكثر فداحة منه.

منذ تطاول الرجل على المؤسسة الملكية و على امن بلادنا، باتت مشاكله اكثر تعقيدا مع اربعين مليون مغربي ممن طالبوا بمحاسبته، على الاتهامات الباطلة التي رماها على شخصيات يجمع العالم انهم قدموا خدمات جليلة للامن على المستوى الدولي،؟  اما اختلاس اموال الحزب دون سند قانوني فذلك موضوع اخر اسألوا عنه الاستاذ اسحاق شارية.

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبولقراءة المزيد