أعرب تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية عن قلقه البالغ بعد تلقيه خبر تعرض مجموعة من الشبان الصحراويين لقصف جوي من مسيرة تابعة للجيش الجزائري، بمنطقة إيكيدي القريبة من مخيم الداخلة، الواقعة على الحدود الجزائرية الموريتانية.
وأشار التحالف في بيان توصل المحرر بنسخة منه أنه:”لم تتفاجأ مكونات التحالف من ارتكاب هذه المجزرة الوحشية ضد مدنيين عزل يمتهنون التنقيب عن الذهب في مناطق حدودية لضمان مصادر دخل لأسرهم، أمام انسداد الأفق في مخيمات تندوف وإحكام قبضة السلطات الجزائرية على المخيمات، لتثبيت وإدامة قيادة البوليساريو على مصير الصحراويين الغامض بفعل هذا الاحتجاز المطول”.
وأضاف البيان أن:” إقدام الجيش الجزائري على إعدام شباب صحراويين عزل، لم يرتكبوا من مخالفة توجب معاقبتهم سوى سعيهم عن افاق جديدة للعمل، بعيدا عن استجداء مساعدات إنسانية، لا يصلهم منها ما يسد الرمق، ليس أمرا جديدا، فقد أقدمت عناصر من الجيش الجزائري على حرق صحراويين داخل ابار للتنقيب عن الذهب، مع سبق الإصرار والترصد، واستهداف شبان بذخيرة حية على مستوى الرأس والصدر والبطن، لم ينفع مع إصابتهم أي تدخل طبي لعلاجهم”.
وأكد البيان ذاته أنه:”وبالرغم من إحاطة لجان الأمم المتحدة التعاهدية وتوجيه بلاغات من الإجراءات الخاصة لمجلس حقوق الإنسان الى السلطات الجزائرية قصد فتح تحقيقات مستقلة في هذه الحوادث، إلا أن تلك الدعوات ظلت دون رد يذكر، بل وازدادت حدة الاستهدافات، من إعدامات خارج نطاق القانون وعمليات اختطاف واختفاء قسري وتعذيب ومعاملات مسيئة او حاطة من الكرامة لكل صحراوي لا يمتثل الى أوامر قيادة البوليساريو وتحذيرات الجيش الجزائري واجهزته الاستخبارية، في محاولة لحشر هؤلاء الصحراويين على أرض جزائرية لا تتيح أدنى شروط العيش الكريم”.
وعبر تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية، عن خيبة أمله إزاء صمت المنظمات الدولية والوكالات المتخصصة للأمم المتحدة، لما يتعرض له الصحراويون بمخيمات تندوف من انتهاكات جسيمة، دون حماية دولية تذكر، أو تحرك دولي لحث دولة الجزائر على احترام التزاماتها الدولية بموجب الاتفاقيات الأساسية لحقوق الإنسان والتي تعد طرفا فيها، مستنكرا تحيز العديد من المنظمات الدولية الى تصريحات المسؤولين الجزائريين وقيادة البوليساريو بشأن ما يحدث في المنطقة، والتي تركز على أحداث مختلقة لتهييج الرأي العام الدولي بمناسبة موعد استحقاقات دولية للأمم المتحدة، في تجاهل كامل وغياب إدانة صريحة لقتل المدنيين الصحراويين بالمخيمات من قبل أفراد الجيش الجزائري وعناصر أمن البوليساريو، سواء تعلق الأمر بالإعدامات الناتجة عن صف جوي موجه، أو رميا بالرصاص، أو تعذيب مفض للموت، أو غير من الانتهاكات الجسيمة الماسة بالحق في الحياة.
وزاد البيان نفسه:”أن تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية، المكون من منظمة أفريكا ووتش ومنظمة مدافعون من أجل حقوق الإنسان والشبكة الدولية لحقوق الإنسان والتنمية، إذ تدق ناقوس الخطر بشأن الوضع الإنساني بمخيمات تندوف جنوب غربي الجزائر، وازهاق أرواح الصحراويين بشكل ممنهج لوأد أي محاولة للصدح بتطلعات وأمال الصحراويين في الوصول الى حل سياسي متفاوض بشأنه ينهي معاناتهم ويضمن لهم حق العودة الى أرضهم، فإنه يوجه الدعوة من جديد الى منظمات والمدافعين عن حقوق الانسان بالمخيمات والجزائر الى توثيق ما يرتكب من جرائم ضد الإنسانية في حق الصحراويين العزل ، والكف بشكل قطعي عن تبرئة عناصر الجيش الجزائري وقيادة البوليساريو ومساعديها المتورطين في قتل وتعذيب الصحراويين على أراضي الدولة الجزائرية”.
وعبر التحالف عن مشاطرته عائلات الضحايا آلامهم في هذا الرزء الفادح، موجها النداء الى كافة أحرار العالم والحركة الحقوقية الدولية للتحرك بشكل عاجل قصد الضغط على السلطات الجزائرية لفتح تحقيق دولي لكشف حقيقة ما جرى ومتابعة المرتكبين أمام القضاء الدولي، وتوفير حماية دولية لصحراويي تندوف، لإيقاف نزيف الاعدامات والقانون خارج نطاق القانون بالمخيمات.