قام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الخميس، بتكريم أرواح اثنين من جنود حفظ السلام التابعين للقوات المسلحة الملكية، خلال الحفل السنوي لتكريم حفظة السلام العسكريين والمدنيين الذين لقوا حتفهم في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة خلال 2023.
جرى هذا التكريم بحضور نائب الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر القادري، والمستشار العسكري بالبعثة الدائمة للمملكة لدى الأمم المتحدة، الكولونيل نجيم أسيد.
وتم منح ميدالية داغ همرشولد بعد الوفاة من طرف الأمين العام للعريف أول حفيظ نشيط، والجندي أول ادريس حجاج، اللذين توفيا في 2 أكتوبر 2023، أثناء مزاولة مهامهما النبيلة لحفظ السلام ضمن تجريدة القوات المسلحة الملكية المنتشرة في إطار بعثة الأمم المتحدة المتكاملة متعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى “مينوسكا”.
وبمناسبة هذه المراسم، كرم المجتمع الدولي أرواح أزيد من 4300 من حفظة السلام، رجالا ونساء، بذلوا حياتهم في خدمة السلام منذ 1948، من بينهم 61 خلال سنة 2023.
وفي كلمة بالمناسبة، قال غوتيريش إن “ذكرى من سقطوا من أصحاب القبعات الزرقاء تذكرنا بالتكلفة الإنسانية المأساوية للصراعات”، مضيفا أن دور حفظة السلام أضحى أكثر أهمية من أي وقت مضى في ظل الفترات العصيبة التي يشهدها العالم.
وأضاف “لقد أظهروا لنا كيف يبدو السلام من خلال حماية الفئات الأكثر ضعفا، والحفاظ على اتفاقات وقف إطلاق النار الهشة، ونزع فتيل الصراعات المحلية، وإزالة الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب، وتعزيز المؤسسات المحلية والأنظمة الديمقراطية التي يعتمد عليها السلام والتنمية، والسهر على الوقاية، كما التزمنا بذلك في الأجندة الجديدة للسلام”.
وفي رسالة تم بثها داخل القاعة بهذه المناسبة، تقدم الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بنيويورك، السفير عمر هلال، بأصدق التعازي والمواساة لأسر جنود حفظ السلام الذين ضحوا بحياتهم ولأسرة حفظة السلام التابعة للأمم المتحدة.
وأشاد السيد هلال بالعمل النبيل الذي يبذله حفظة السلام الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن القضية النبيلة للسلام والأمن، وعن مبادئ وقيم الأمم المتحدة، مؤكدا ضرورة “التطلع إلى مواصلة جهودنا كل يوم من أجل بناء عالم يسوده الأمل والسلام للجميع”.
وتعد المملكة حاليا ثامن أكبر مساهم بقوات في إطار عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، إذ ينتشر 1714 من قواتها ضمن بعثتي الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية إفريقيا الوسطى.
وفي سنة 2002، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة 29 ماي يوما للاحتفال باليوم الدولي لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة للإشادة بمهنية وتفاني وشجاعة حفظة السلام العسكريين والمدنيين الذين يعملون في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وكذلك لتخليد ذكرى أولئك الذين فقدوا أرواحهم في سبيل السلام.