تطرقت أسبوعية “الوطن الآن” في عددها الصادر لنهاية هذا الأسبوع ليقظة الأمن المغربي أمام الخطر الإرهابي،.
ونقلت الصحيفة ذاتها عن الشرقاوي الروداني، الخبير في الدراسات الجيو -إستراتيجية والأمنية، أن استهداف تنظيم “داعش” شباب المغرب مرتبط بأهدافه الإستراتيجية التي رسمها، “خاصة أنه ينشط في مجالات جيو-سياسية قريبة جغرافيا من المغرب، أمام وسائط التواصل الاجتماعي التي أصبحت على المستوى الدولي منطقة رمادية، فالجماعات الجهادية أصبحت تترصد بشكل كبير بعض الشباب الذين يظهرون من خلال تدويناتهم قابلية نفسية لامتصاص الأفكار المتطرفة كمرحلة أولى، بعد ذلك يصبح الشخص من خلال عملية استيلاب ممنهج قادرا على المرور إلى الفعل”.
وأضاف الشرقاوي أن “مدن الشمال في المغرب هي التي أصبحت تتصدر عدد الموقوفين في العمليات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة الأمنية، وذلك لعدة اعتبارات سوسيولوجية، فكل المناطق الحدودية في العالم تعرف النسق نفسه؛ كما أن التقارب الجغرافي مع دول غرب أوروبا جعل التنظيمات الإرهابية تضع إستراتيجية البحث عن بعض الشباب، لأن أغلب هؤلاء تربطهم علاقات مع شباب متواجدين في دول غرب أوروبا”.
” في الوقت نفسه هناك سهولة في التجنيد والاستقطاب لاعتبارات مرتبطة بالعمق الثقافي والنفسي لشباب المنطقة الذين غالبا يكونون متأثرين بتيارات العولمة، وتأثيراتها النفسية”، يضيف الشرقاوي.
وأفاد محمد أحداف، أستاذ العلوم الجنائية بكلية الحقوق بمكناس، بأن “المغرب طور إستراتيجية أمنية مبنية بالأساس على ضرورة القيام بالعمل الاستباقي وتفكيك الخلايا الإرهابية قبل المرور إلى ارتكاب العنف، وهو ما تم تطويره غداة الأحداث الإرهابية بالدار البيضاء”، مضيفا أن “الأجهزة الأمنية أظهرت كفاءة منقطعة النظير على هذا المستوى في ما يتعلق بتفكيك الخلايا الإرهابية، في إطار سياسة استباقية مبنية بالأساس على تداخل أجهزة أمنية متعددة، وعلى ضمان طرق سيارة لتبادل المعلومة الأمنية والاستخباراتية بين مختلف هذه الاجهزة، الأمر الذي يضمن مستوى عاليا من الكفاءة في ما يتعلق بالتنبؤ وتوقع تواجد هذه الخلايا الإرهابية وضمان تفكيكها قبل المرور إلى ارتكاب الأعمال الارهابية؛ وهذا العمل الاستباقي أعطى نتائجه داخليا”.
وأشار أحذاف أنه:“إذا عدنا إلى الأشهر خمسة الأخيرة من سنة 2024 سوف نلاحظ أن المغرب فكك ما يزيد عن خمس خلايا، ما ترتب عليه اعتقال 18 مشتبها فيهم متورطين في التخطيط والتحضير لأعمال إرهابية”.