يضع الفرنسيون أيديهم على قلوبهم، أياما قليلة، قبل حفل افتتاح الألعاب الأولمبية، التي تستضيفها باريس في الفترة بين 26 يوليوز الجاري و11 غشت المقبل، على خلفية التهديدات الإرهابية المرتبطة بتنظيم “داعش”.
وبحسب صحيفة الصباح التي أوردت الخبر في عددها الجديد ، فإن السلطات الفرنسية تخشى استهداف باريس خلال حفل الأولمبياد، إذ يشكل بالنسبة إليها كابوسا حقيقيا لمختلف الأجهزة الأمنية، في وقت يجري الحديث عن إمكانية نقله بعيدا عن نهر السين، إلى ملعب سان دوني، الأكثر رمزية في البلد.
ورغم أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وعد الأوربيين والعالم، بأن يكون حفل الافتتاح على ضفاف نهر السين، لحظة جمال وفن واحتفال بالرياضة وقيمها، إلا أن المخاوف من وقوع عمليات إرهابية مازالت تقض مضجع السلطات الأمنية الفرنسية والأوربية على حد سواء.
وتبعا لذلك، قررت السلطات الفرنسية الاستعانة بالأمن المغربي لدفع التهديدات الإرهابية المحتملة، وتوفير الحماية الأمنية لملايين من الزائرين، ممن يحلون بباريس لمتابعة فعاليات الألعاب الأولمبية.
وكشفت معطيات جديدة حصلت عليها “الصباح”، أن البعثات الأمنية المكلفة بتأمين الألعاب الأولمبية وصلت إلى باريس منذ بداية الأسبوع الجاري، من بينها رجال عبد اللطيف حموشي، تفعيلا للاتفاقية الموقعة مع السلطات الأمنية الفرنسية لتأمين أبرز المواقع والملاعب والقاعات، التي تشهد المنافسات الرياضية، وأيضا السهر على تأمين نهر السين، وسط باريس، تأهبا لحفل الافتتاح.
ويضم الوفد الأمني المغربي، المكلف بتأمين الافتتاح وباقي فعاليات الأولمبياد، خبراء متفجرات، وضباط الاتصال، والأمن الرياضي، إلى جانب ضباط متخصصين في تحليل المعلومات وتنظيم التظاهرات الرياضية.
وقام عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، بزيارة عمل إلى فرنسا في يونيو الماضي، حيث التقى عددا من المسؤولين الأمنيين الفرنسيين، لتعزيز سبل التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والرفع من مستويات التنسيق وتبادل المعطيات الاستخباراتية والعملياتية حول مختلف التهديدات، الصادرة عن المنظمات المتطرفة وشبكات الجريمة العابرة للحدود الوطنية.
ووفق إفادة مصدر أمني، فضل عدم ذكر اسمه، فإن رجال حموشي سيكونون حاضرين، لتأمين حفل افتتاح الأولمبياد، المقرر على نهر السين، إلى جانب عدد من البعثات الأمنية، إذ قررت السلطات الأمنية الرفع من درجة اليقظة وتجاوز بعض الثغرات، سواء بتقليص عدد الأشخاص المسموح لهم بحضور الحفل، أو بالاعتماد على أجهزة أمنية أجنبية، من بينها المغرب، أكثر خبرة وحنكة في إحباط المحاولات الإرهابية.
وتأتي الاستعانة برجال حموشي والخبرة الأمنية المغربية، بعد الانطباع الجيد الذي تركوه في كأس العالم بقطر 2022، عندما أمنوا حفلي الافتتاح والاختتام، وأيضا عددا من المباريات بحنكة كبيرة، بعد تبني بروتوكول أمني يرتكز على اليقظة والاستباقية في تدبير الطوارئ، وحفظ النظام العام.