سلط العدد الجديد من مجلة الشرطة (ماي 2024)، التي تصدرها المديرية العامة للأمن الوطني، باللغتين العربية والفرنسية، الضوء على الدورة الخامسة للأبواب المفتوحة للأمن تحت عنوان “الأبواب المفتوحة للأمن تظاهرة تواصلية لتدعيم الشرطة المجتمعية”.
وأبرزت افتتاحية العدد الـ51 من المجلة أن تظاهرة أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني تترجم فلسفة جديدة في الإعلام الأمني والتواصل المؤسساتي التي دأبت المديرية العامة للأمن الوطني على نهجها في السنوات القليلة الماضية، مشيرة إلى أن هذه الفلسفة ترتكز على جعل المواطن يعيش في فضاء واحد محاكاة حقيقية لجميع مهام الشرطة، يطلع فيها على كافة الخدمات المسداة له من طرف المرفق العام الشرطي، ويستعرض من خلالها سائر التجهيزات المجندة لضمان أمنه وتوطيد سلامته.
وأوضحت الافتتاحية أن الهدف المباشر لهذه التظاهرة هو تعزيز القرب من المواطن، والإصغاء المباشر لانتظاراته من مصالح الشرطة، وهو ما يشكل جوهر المفهوم الجديد والمتجدد للسلطة الذي أرسى دعائمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مبرزة أن هذه الأهداف الآنية توازيها غايات نبيلة أخرى تتمثل في “خلق عقد اجتماعي جديد بين الشرطة والمواطن مرتكزه الأساسي هو بلورة وتحيين منظومة العمل الأمني وفق مطالب وانتظارات المواطنين الحقيقية”.
وتابعت أن منشطي الأروقة والعروض الأمنية التي كانت ممثلة في فضاء أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني بمدينة أكادير خلال الفترة الممتدة ما بين 17 و21 ماي الفارط، حرصوا على “تجميع ملاحظات الزوار المعبر عنها بعين المكان أو عن طريق تطبيق التظاهرة، وحوصلة كل الانتظارات والمطالب المعبر عنها من طرف المواطنين، وإحالتها على المصالح المركزية للأمن الوطني بغرض تحليلها، ودراسة إمكانية الاستجابة لها ضمن مخططات عمل تتواءم وانشغالات المواطن الذي يعتبر هو مناط وجود المؤسسة الأمنية”.
ولفتت الافتتاحية إلى أن الأبواب المفتوحة للشرطة “هي مناسبة لبلورة سياسة عمومية في مجال الأمن تستمد مرتكزاتها من مطالب وانتظارات العنصر الجوهري في إعدادها وهو المواطن والمواطنة المغربية”، مفيدة بأن عدد الزيارات المسجلة ناهزت أكثر من مليونين و120 ألف زائر في خمسة أيام.
كما تضمن هذا العدد ملفا خاصا معززا بالصور عن النسخة الخامسة من هذه الأبواب التي انعقدت تحت شعار “الأمن الوطني: مواطنة ومسؤولية وتضامن”، وهدفت إلى مواصلة الرفع من جودة هذا الحدث التواصلي، الذي “أضحى تمرينا سنويا تستعد له بجدية كافة مصالح الشرطة، من خلال بناء فضاء عرض مندمج، مجاني ومفتوح في وجه العموم، يقدم لوحة شاملة تعرف بمختلف المهن والتخصصات الشرطية، ضمن قالب يجمع بين متعة التعلم والترفيه والتواصل بين موظفات وموظفي الشرطة والمواطنات والمواطنين من مختلف الفئات العمرية”.
وفي سياق متصل، ألقت المجلة الضوء على حفل الذكرى الـ68 لتأسيس الأمن الوطني “بين عظمة الحدث ورمزية المكان”، والذي حرصت المديرية العامة للأمن الوطني على أن يتزامن مع الافتتاح الرسمي للنسخة الخامسة من أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، مبرزة أن المناسبة تميزت هذه السنة بإقامة حفل رسمي بالفضاء المعد لتظاهرة الأبواب المفتوحة بمدينة أكادير، حضرته إلى جانب كبار الشخصيات المدنية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية والأمنية المغربية، وفود تمثل أجهزة الأمن والاستخبارات الداخلية بمجموعة من الدول الشقيقة وممثلي منظمات دولية تعنى بالتعاون الأمني الدولي.
وتحت عنوان “الأبواب المفتوحة للأمن الوطني تحتفي بحفظة القرآن الكريم”، تضمن ركن “حوار” لهذا العدد حوارا مع مؤسس ومدير مؤسسة دار الفقيهة للتعليم العتيق الخاصة بالبنات، ناصر أيت بونصر، في ظل زيارة وفود كثيرة من طالبات وطلبة مدارس التعليم العتيق التي تتميز بها جهة سوس-ماسة العالمة للنسخة الخامسة من هذه الأيام المفتوحة.
أما ركن “داخلي”، فتوقف عند توقيع مذكرة تفاهم بشأن تعزيز التعاون الثنائي في المجال الأمني بين المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، ونظيره البرازيلي، أندريه أغوستو باسوس رودريغيز، ضمن فعاليات هذه الأيام المفتوحة، تهدف إلى تعزيز روابط التعاون وتبادل الخبرات بين الشرطتين البرازيلية والمغربية.