المحرر الرباط
يبدو أن المغرب قد بدأ يحصد ثمار سنوات من العمل المتواصل لاجل تعزيز مكانته الاقتصادية و الديبلوماسية على مستوى القارة الافريقية، التي باتت بلادنا تتغلغل في أدغالها، منذ قرار الملك محمد السادس العودة الى مكانه داخل الاتحاد الافريقي.
و تضاعف عدد من الدول العظمى مجهوداتها، لاجل تنزيل توافقات مع المملكة المغربية، تمكنها من توسيع استثماراتها داخل القارة الافريقية، خصوصا و أن المغرب يعتبر بوابة آمنة في اتجاه العمق الافريقي، و شريك موثوق من شأنه منح المصداقية لباقي الحلفاء.
و تحدثت عدد من المصادر، عن توجهات صينية جديدة، تعتمد على اقناع المغرب بمجموعة من الشراكات و الاتفاقيات، لاجل خلق علاقات اقتصادية و ديبلوماسية متينة، و تعزيز شراكات اقتصادية يصل امتدادها الى اقصى حد ممكن داخل القارة السمراء، حيث من المنتظر أن تطلق الصين العديد من المشاريع الضخمة بالصحراء المغربية كخطوة اولى تؤسس لسلسلة من الاتفاقيات.
و من المتوقع أن يشكل التقارب الصيني المغربي، طفرة اقتصادية على المستوى القاري، ما سيعزز من مكانة بلادنا و سيفتح اسواقا افريقية جديدة للجمهورية الصينية التي ظلت تصرف اموالا طائلة على تحقيق اهدافها بقارتنا، دون جدوى، في ظل اعتمادها على الحصان الخاسر (الجزائر)، التي دخلت في مرحلة الخسارة و الافلاس منذ سنوات.
و اذا ما توافقت بلادنا مع الصين، فمن المنتظر أن تتحقق مجموعة من المكتسبات للبلدين، في اطار الاستراتيجية الملكية “رابح-رابح”، التي راهن عليها المغرب منذ عودته الى الاتحاد الافريقي، و اثبت الزمن انها الحل الوحيد و الاوحد، لاجل بناء قارة قوية بمكوناتها و شراكاتها، و تأسيس اقتصاد محلي متين و مستقل لا يرتكز على الاستغلال و الانتهازية و الاستغلال الفردي للثروات.
تقرب الصين من المغرب، سيكون لا محالة على حساب علاقاتها مع الجزائر، التي توقفت عن التطور و تفرغت لمحاربة بلادنا، لكن الادمغة الصينية، ترى ان مصالحها العليا لا يمكن ان تظل حبيسة علاقة لا نفس فيها ولا روح، و اقصى تطلعاتها هو بيع السلاح على حساب دولة هي المستقبل على المستوى القاري، و من شأنها فتح ابواب اقتصادية كثيرة لفائدة شركائها من مختلف. بقاع العالم.
العديد من الخبراء، يتوقعون أن الصين قد اختارت الامن و الامان، و قد قررت التعامل مع نظام قد اثبت انه يسير نحو المستقبل بخطوات ثابتة، و مستعدة للتضحية لاجل جعله شريكا لها داخل القارة الافريقية، و يؤكد هؤلاء على أن السنوات سابقة، قد اثبتت للعالم أن النظام الجزائري، ليس سوى وسيلة موسمية لا يجب استعمالها الا لقضاء الاغراض الفورية، وان قصر المرادية لا يصلح ابدا لتأسيس علاقات مبنية على الثقة و الالتزام بالبنود.
استراتيجية ملكية حكيمة، انطلقت من قارتنا السمراء، و هاهي اليوم تتوسع في اتجاه المعسكر الشرقي، و تترجم بربح حق فيتو صيني داخل مجلس الامن، اذا ما توافق البلدان على مجموعة من التفاصيل التي تحدد منطق الربح و الخسارة بالنسبة لجميع الشركاء الافارقة الذين يعتمدون على حكمة و بصيرة محمد السادس في التفاوض لاجل المصالح الفضلى للقارة السمراء.