المحرر الرباط
لم يعد يمنع المواطن الجزائري من الخروج للصياح في الشارع، الا الخوف من الة القمع العسكرية، التي طورت من نفسها لاجل ابتكار اساليب ترهيب لقمع الجزائريين و ارغامهم على التعايش مع الاوضاع الاقتصادية لوطنهم، و الرضوخ للامر الواقع، حيث توزع خيرات الشعب المغلوب على امره، يمينا و شمالا و من حق كل من هب و دب الاستفادة منها عدا من يحملون جنسية بلد المليون شهيد.
الجزائريون مرغمون على السكوت و الاكتفاء بمتابعة عبد المجيد تبون و هو يوزع خيرات وطنهم على الغرباء، تماما كما أُرغموا على الصمت عندما كانت المخابرات العسكرية تدفع تكاليف اقامة امنتو حيدار بسويسرا، و تضخ الملايير في صناديق يستغلها المرابطون في مخيمات تيندوف، دون أن يتحقق ولو حلما واحدا من احلام خلف الراحل “بوخروبة”، الذي غادر الحياة و لم يترك وراءه سوى الخراب للشعب الجزائري.
و يتحدث العديد من النشطاء الجزائريين، عن ازمة اقتصادية خانقة، يحاول الجنرالات اخفاءها عن الشعب الجزائري، خصوصا في ظل الاضطرابات التي تشهدها العلاقات الجزائرية الروسية، بعدما تكتشف بوتن، أن صبيه المطيع، قد بدأ يلعب بذيله، و يحاول جاهدا وضع يده في يد الخصوم، بل و أن الامر تجاوز ذلك، بعد رواج اخبار تفيد بتورط مخابرات شنقريحة في الهجوم على الروس على مستوى الأدغال الافريقية.
من جهة أخرى، فان قرار الصين عدم المراهنة على الحصان الخاسر، و تقربها من المملكة المغربية، على حساب شراكاتها مع الجزائريين، من شأنه أن ينعكس سلبا على الاقتصاد الجزائري، و يساهم بشكل مباشر في بزوغ ازمة اقتصادية، لاشك انها ستلوح بظلالها على الوضع الامني بهذا البلد الذي يعيش اساسا، على وقع اضطرابات لا يخفيها سوى القمع و التعتيم الاعلامي، خصوصا في ظل تراجع مستوى الامن الغذائي للجزائريين بشكل ملفت للنظر.
و عادت الجزائر الى نقطة البداية مباشرة عقب قرار الرفع من منسوب الغاز التي تورده نحو اوروبا، حيث يؤكد العديد من النشطاء، أن قصر المرادية بصدد اعادة هيكلة علاقاته الدولية، بعدما تأكد من ان المعسكر الشرقي قد بدأ يهتم بالمغرب و مستعد للتخلي عن الجزائر باعتبارها دولة يقودها المستهترون و الناقمون و الانتحاريون، بينما فضل الجنرالات اللعب بورقة الغاز لابتزاز روسيا و الصين.
التقارب الجزائري الإيطالي، يعكس ازمة مع روسيا، غير ان الخبراء يصفونه بالنزوة العابرة، التي ستزول عند اول منعرج، بل و ان هناك من يؤكد على ان ردة فعل بسيطة من الدولة المغربية، كفيلة بانهاء كل العلاقات التي اسسها الجنرالات على المستوى الاروبي، خصوصا و أن العلاقات المغربية مع دول اوروبا الجنوبية و الوسطى متجذرة في التاريخ، عكس الجزائر التي ظلت حبيسة الشرق و لاتزال تتبنى الفكر الشيوعي الى حدود الساعة.
جميع المعطيات تؤكد على ان قصر المرادبة، يعيش على حافة الافلاس، و أن انهيار النظام في الجزائر، ليس سوى مسألة وقت، قد يتفاداه الجنرالات بمعجزة، فيما ان الاقتراض من البنك الدولي، بات بالنسبة لعبد المجيد تبون، السبيل الوحيد لاجل تمديد سكوت شعب يعيش على فوهة بركان.