المحرر الرباط
في خطوة غير مسبوقة، حققت بلادنا تقدما ملحوظا على مستوى الترتيب الدولي في المجال الامني، وجاءت في الرتبة السادسة عربيا و 74 دوليا، في اخر ترتيب للتقرير الدولي حول الامن، و هي المرتبة التي يتوقع العديد من الخبراء على انها ستتغير نحو الافضل خلال السنوات القادمة في ظل المجهودات المبذولة على المستوى الامني و الانتصارات التي حققتها المديرية العامة للامن الوطني.
ما حققته بلادنا في المجال الامني، ليس وليد اللحظة، و انما هو ثمار عمل متواصل و تنسيق محكم بين مختلف مكونات ادارة الامن، التي استطاع عبد اللطيف حموشي، رصّ صفوفها، و خلق ديناميكية بين مختلف اجهزتها، رافعا بذلك تحدي قبادته لمؤسستين حساستين، يجمعهما سقف واحد رغم اختلاف المهام و الاختصاصات.
و استطاع الحموشي بفضل خبرته داخل الجهاز الامني، تركيب الة ربط بين المديرية العامة للامن الوطني و مديرية المحافظة على التراب الوطني، لاجل جعل عمليهما اكثر دقة و فعالية لخدمة الوطن، و هو ما مكّن من بسط النفوذ الامني على مختلف النقاط التي كانت حتى الامس القريب اكثر تعقيدا و صعوبة بالنسبة لحماة الوطن.
مجهودات جبارة، و تخطيط محكم، اضافة الى عبقرية سواعد المديرية العامة للامن الوطن، كلها عوامل سرعت بتنزيل المخطط الامني الذي وضعه الحموشي منذ تعيينه مديرا عاما ، و هو الشيء الذي لامس المواطن المغربي قبل ان ينتقل الى خارج الوطن، حيث ساهمت الاستخبارات المغربية في محاربة الجريمة على مستوى العديد من الدول، بل و تمكنت من رصد عناصر خطيرة كانت تخطط لحمامات دم.
و يعتبر عبد اللطيف الحموشي، اول مدير عام للامن الوطني، يتسابق الناس لإلتقاط الصور معه، وذلك بعدما استطاع تغيير نظرة المواطن اتجاه الجهاز الامني و الاستخباراتي في بلادنا، حيث انه نجح في تنوير المجتمع بالادوار الاساسية للامن، و رفع من اسهم رجل الامن المغربي لدى المغاربة من الشمال الى الجنوب، بل و ان نجاحه في هذا الامر، جعل المواطن المغربي واعيا باهمية التعاون مع رجال الامن لاجل خدمة الصالح العام.
و اذا تقدمت بلادنا دوليا، في المجال الامني، فإن ذلك راجع لمجهودات بُذلت على اكثر من مستوى، خصوصا فيما يتعلق بجعل المرفق الامني من و الى المواطن، بهدف اشراكه في مهمة الحفاظ على امن الوطن، و هو الهدف الذي تحقق بفضل العديد من المبادرات و القرارات المصيرية، التي اتخدها الحموشي، حيث نخص على سبيل الذكر الابام المفتوحة للامن و تخليق مباريات الولوج لادارة الامن الوطني، اضافة الى تعليماته الصرامة بمعالجة شكايات المواطن.
العديد من القرارات و الاستراتيجيات التي وضعها الحموشي منذ تعيينه، ساهمت بشكل مباشر في تحسين وضع الامن ببلادنا، و هيأت الفضاء لرجال الامن من اجل القطام بمهامهم بكل اريحية، خصوصا وان الرجل اثبت انه يستثمر في العنصر البشري اولا، باعتباره العمود الفقري للمنظومة الامنية، و باعتبار الاهمية التي يكتسيها لاجل تنزيل المخططات الامنية الرامية الى خدمة الوطن بما يليق به.
رجال الامن انفسهم، يُقرون انه لم يسبق الحموشي اي شخص اخر الى ما تحقق لفائدة الادارة العامة للامن الوطني، و يعترفون بأن المدير العام يخدم عناصره ولا يطلب نظير ذلك سوى خدمة الوطن، و هو ما يحفز على الاجتهاد و الاخلاص في اداء المهام، و يساهم بشكل ملحوظ في محاربة بعض السلوكات المعزولة التي تضاعفت عقوباتها مقابل مضاعفة نصيب كل مجتهد في اداء مهمته.
و اذا اصبحت الادارة العامة للامن الوطني، اكثر صرامة في تنزيل العقاب بالمخالفين لقوانينها الداخلية، فانها في المقابل تجازي من يعمل بجد و يثبت انه محب و شغوف بعمله، ما يحقق تكافؤ في تدبير الموارد البشرية دون ان يظلم احد، و دون ان يأخد احد حقوق الاخرين، في مشهد انعكس ايجابا على المردودية التي ساهمت بشكل مباشر في ما تحقق من نتائج الى حدود الساعة.