المحرر الرباط
كعادتهم، لم يفوت الناقمون و العدميون، الفرصة من اجل الضرب في وطنهم، و عادوا لممارسة هوايتهم المفضلة التي يتلقى لاجلها بعضهم اموالا طائلة، من خلال الترويج لصور التقطت قديما و محاولة نسبها لاحداث الفنيدق، على امل زعزعة صورة الامن في بلادنا، و تشويه سمعة الاجهزة التي بفضلها نعيش الامن و الاستقرار.
الكثير من المعطيات تدل على أن الصور المتداولة لاعلاقة لها باحداث الفنيدق، و الاجهزة الامنية المرابطة بعين المكان منذ ايام، ليست بذلك الغباء الذي سيجعلها تقوم بممارسة كتلك الظاهرة في الصور، و هي تعلم مسبقا ان عدسات الصحافيين المعادين لبلادنا من مختلف بقاع العالم تتربصبها و تنتظر اي تصرف منعزل لاجل تضخيمه.
مصادر عليمة، اكدت للمحرر على أن التعليمات التي تلقاها قيادة عملية المحافظة النظام بالفنيدق، تمحورت حول التدخلات القانونبة، و ان العناصر الامنية قد تلقت اوامر صارمة بعدم تجاوز القانون اثناء تدخلاتهم، و هو ما ظهر في العديد من الفيديوهات المنتشرة على مواقع التواصل الإجتماعي.
انتشار الصور اياها، بطريقة سريعة، مقابل التعاليق السلبية على التعامل الراقي لرجال الامن مع المتجمهرين، يؤكد على أن هناك ايادي خفية تحاول تمويه الرأي العام الدولي، و بذل التركيز على نجاعة قوات المحافظة على النظام، في منع تلك الحشود البشرية من العبور الى الضفة الاخرى، تحاول بعض الجهات تشتيت الانتباه من خلال افساد كل المجهودات التي بذلت لاجل اعادة الاستقرار باقل الخسائر.
لا أحد تحدث عن المهنية التي تم من خلالها اعادة الاف الحجاج نحو مدينة الفنيدق الراغبين في الهجرة بطريقة غير شرعية، ولا عن الامكانيات المهمة التي وضعتها الادارة العامة للامن الوطني رهن اشارة السلطات المحلية لحل الازمة، ولا احد استنكر تعرض مخزني، لاعتداء تسبب في سقوطه جريحا وسط الطريق كما ظهر في بعض الصور، و كل ما يتم الترويج له هو مجرد صور قديمة الغرض منها تبخيس المؤسسات و الضرب في سمعتها.
كاتب هذا المقال، يقطن بجوار شرطي متواجد الى حدود الساعة بمدينة الفنيدق، و طفله لن يجد يوم غد من يوصله الى المدرسة، لان مجموعة من “البراهش”، روجوا لنداء غادر عبر الفايسبوك، فتسببوا في استنفار امني أسفر عن نقل والده لاداء واجبه المهني، و هنا اتساءل هل لذلك الطفل ابن الشرطي حقوق ستضيع بسبب ما حدث؟ ام لانه والده في “المخزن” فهو لا يستحق ان يدافع عنه من يتبجحون بتبني الاطفال في غزة و لبنان؟
من اراد ان يتحدث عن الحقوق، فليقل لنا رأيه عن ابناء هؤلاء الرجال المرابطين بالفنيدق بلا اكل ولا نوم منذ ايام، بينما تعم بيوتهم البرودة التي يتسبب فيها غياب الاب عن ابنائه و زوجته، و ليحدثنا عن دوره في تأطير المجتمع و توعيته مقابل الكم الهائل من الانتقادات التي الف توجيهها للدولة و لاجهزتها.
صحيح ان احداث الفنيدق، تعتبر وصمة عار على جبين الحكومة التي يقودها وجل قال انه قد اعتكف عن المال و الاعمال و تفرغ لخدمة المغربة، لكنها مناسبة كي تعيد الدولة المغربية حساباتها في اطار مسؤول، على الاقل حتى يتحمل كل مسؤوليته، و حتى يعلم عزيز اخنوش، أنه قد اوصل المغاربة الى اليأس المطلق، هذا اذا كان يجهل ذلك بطبيعة الحال.