المحرر الرباط
عبارة “المغرب ليس معنيا” التي تضمنها بلاغ ناصر بوريطة، الذي عقب على حكم محكمة العدل الدولية، الذي مس كثيرا بالقضية الوطنية و تطاول عليها بشكل خطير، هي ما جادت به قريحة السيد الوزير، و كأنه يقول للرأي العام المغربي قبل الدولي: “انا مامسوقش”.
و اذا كانت وزارة بوريطة غير معنية بقرار المحكمة الملزم للاتحاد الاوروبي، نتساءل عن الجهة الاي من المفروض انها معنية بالتطاول على وحدتنا الترابية من جهة، و على اسقاط شراكات مع حلفاء استراتيجيين، تعول عليهم بلادنا في دعم موقفها من قضية الصحراء.
ناصر بوريطة لا تهمه قرارات المحكمة الاوروبية، و بالتالي، قان الحكم الذي تضمن في جوهره مسا بمغربية الصحراء، لم يحرك فيه ساكنا، من هنا نتساءل كيف لقاضي اوروبي، ان يضع اعتبارا لخصوصية قضية الصحراء عند المغاربة، و هناك وزير مغربي غير مهتم بما سينطق به اساسا.
عدم اهتمام بوريطة بحكم محكمة العدل الأوروبية، هو حقيقة ليست وليدة اللحظة، و على ما يبدو فان ذلك استمر طيلة اطوار المحاكمة، و نعتقد ان وزارة الخارجية قد حاولت الدفاع عن الطرح المغربي، و تركت المفوضية الاوروبية تدافع عن بلادنا، مصداقا لقوله تعالى “فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ”.
ما سبق ذكره فتح الباب على مصراعيه للجزائر، كي تروج لما تدعيه بكل حرية و بلا رادع، و اعاد بلادنا لنهج سياسة الكرسي الشاغر، التي ابعدتنا عن الاتحاد الافريقي لعقود، و جعلت البوليساريو تتغلغل افريقيا، قبل ان يعيد جلالة الملك الامور الى نصابها.
البوليساريو سبق و ان قامت بنفس المناورة لدى القضاء البريطاني، و استعملت في ذلك نفس الحجج و نفس الدفوعات، لكنها خسرت القضية، فقط لان هناك من واجهها و قدم الحجج الذي دحضت ادعاءاتها، لكن على المستوى الاوروبي، حدث العكس لان المحكمة الأوروبية لا تعني السيد بوريطة.
نعيد طرح السؤل على الاستاذ بوريطة، و نقول: “اذا كنتم غير معنيين بحكم يضرب في الصميم مصداقية قضيتنا الاولى، فمن المعني به حتى نعرف مع من سنتحدث، و ماهو دوركم اذا كانت الخسارة لا تعنيكم؟”.