في تقرير لها تحت عنوان “ثقة عالية بالمغرب تُتوج بفوز مرشحه لمنصب نائب رئيس انتربول افريقيا”، قالت صحيفة ميدل إيست تعليقا على فوز محمد الدخيسي بمنصب نائب رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية عن قارة أفريقيا، إن ذلك يشكل اعترافا بالكفاءات المغربية وقدرتها على الحفاظ على الاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
ويشير هذا التعيين حسب المصدر نفسه للثقة التي يحظى بها المغرب على المستويين القاري والدولي وخاصة الثقة المتزايدة تجاه أجهزته الأمنية في تحقيق الاستقرار إضافة لكفاءة المسؤولين في تلك الأجهزة وقدرتهم على مواجهة تحديات هامة.
ولا يمكن اغفال التكريم الذي تلقاه عدد من المسؤولين الأمنيين المغاربة على غرار تكريم المدير العام للأمن الوطني عبداللطيف حموشي من دول مثل اسبانيا وفرنسا ليعزز التعيين الاخير في الاتربول الثقة الدولية في الكفاءات المغربية.
وكان المغرب قد ترشح لانتخابات اللجنة التنفيذية لمنصب نائب رئيس الأنتربول عن القارة الأفريقية مدفوعا بالرغبة الطموحة للمساهمة في تطوير البنيات الشرطية الأفريقية، ومُسلَّحا بيقين راسخ وعزيمة ثابتة لتعزيز التعاون الأمني جنوب- جنوب، وتبادل خبراته وتجاربه مع الأجهزة الأمنية في محيطه القاري. وفق البيان.
ولا يمكن فصل هذا الترشح وما تلاه من فوز عن التوجهات الملكية للملك محمد السادس التي جعلت من التعاون جنوب -جنوب خيارا استراتيجيا وأولوية بالنسبة للمملكة وشركائها في أفريقيا، وفق رؤية براغماتية تركز على تطوير العلاقات التي تربط المغرب مع البلدان الأفريقية على جميع المستويات، بما فيها المستوى الأمني.
وقد قدمت المملكة المغربية ملف ترشيح متكامل لشغل هذا المنصب، يستند إلى ركيزة أساسية ومحورية مؤداها أن الاستثمار في الموارد البشرية الشرطية في القارة الأفريقية، وتطوير المرافق العامة الأمنية، وتعزيز التعاون الأمني في الفضاء الأفريقي، هو المدخل الأساسي لتجفيف منابع شبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ومنعها من الارتباط العضوي بشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية.
ويتطلع المغرب بعد هذا الإنجاز والتعيين إلى تنسيق الجهود مع المكاتب المركزية الوطنية في الدول الأفريقية وفي باقي دول العالم، بهدف توفير الاستجابة السريعة والناجعة لمواجهة التهديدات الإرهابية المرتبطة بالأقطاب الجهوية للتنظيمات المتطرفة.
وتسعى الرباط كذلك لمكافحة المخاطر غير النمطية المرتبطة بإساءة استغلال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيات الحديثة من طرف جماعات الإجرام المنظم.
وكان المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني قد ترأس وفد المملكة المغربية المشارك في أشغال الجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية- أنتربول، المنعقدة بمدينة غلاسكو باسكتلندا، وشارك في المباحثات المتعددة الأطراف واللقاءات الثنائية التي تناولت سبل توطيد التعاون الأمني الدولي، وتعزيز العمل الشرطي المشترك، فضلا عن دعم ملف ترشيح المغرب لمنصب نائب رئيس منظمة الأنتربول عن قارة إفريقيا.