المحرر الرباط
ككل سنة، عادت جمهورية الخيام البالية، الى التهديد بقصف المشاركين في رالي أفريقيا البيئي، بدعوى انهم سيمرون من فوق اراضيها دون اذن منها، و هي الاسطوانة التي لطالما رددها هذا الكيان دون ان يتجرأ على ربط القول بالفعل، لدرجة أن من يؤمنون بافكاره ينفجرون ضحكا كلما شارف موعد الرالي على الانطلاق.
هاته المرة سنعتبر المناسبة شرطا، و سنحاول تصديق تهديدات الجبهة و سنزيد من احتمال امكانية تنفيذها طالما انها قد تجرأت على خرق اتفاق ايقاف اطلاق النار، ثم سنتساءل هل ستتحمل البوليساريو تبعات ارتكاب حماقات قد تجر المنطقة باسرها نحو حرب بلا هوادة؟
اذا ما تجرأت البوليساريو على استهداف المشاركين في الرالي، و هذا امر جد مستبعد بطبيعة الحال، لانها جبانة لدرجة لا يمكن وصفها، فانها ستكون بدلك قد فتحت على نفسها ابواب جهنم التي لا نعتقد ان اغلاقها سيكون سهلا، و هكذا ستوقع الجبهة على شهادة وفاتها، و ستكتب اخر سطر من قصة تحمل عنوان “المرتزقة”.
لا اختلاف على امتلاك المغرب لاسلحة كفيلة بمحو ابراهيم غالي و حاشيته من دفتر الحياة، لكن بلادنا ظلت منذ سنوات متمسكة بالحل السلمي لعدة اعتبارات، لعل اهمها مرتبط بالحفاظ على اكبر كم من الود مع اقارب من سيموتون في الحرب، و قد تمسك المغرب منذ البداية بموقفه السلمي احتراما للفئة التي تؤمن به و تدافع عن اطروحته.
الحرب ضد البوليساريو سيتسبب في كثير من المآسي، لعائلات تبايع الملك و تفتخر بالمغرب كبلد، لكن اي حماقة قد تصدر عن جبهة البوليساريو، لن تمر مرور الكرام، و سيكون لها ما بعدها من جولات جوية للدرون المغربي، المستعد لحصاد كل شيء في رمشة عين، و بكبسة زر تنقل الامر عبر الاقمار الاصطناعية.
قصف البوليساريو للرالي، سيكون من جهة اخرى، جوابا على السؤال الذي كُتب فوق سروال جلالة الملك و هو يتجول بفرنسا، و سيعلم العالم ان المغرب لا يصنع الحرب، لكنه مستعد للدخول فيها اذا وجد نفسه مرغما على لذلك، فمن يصنع الحرب ليس بالضرورة انه سيكسبها، و حتى الفراشة و هي تحوم حول النار، فهي تصنع حريا تخسرها.