المحرر – الرباط
فيديو متداول للمدعو هشام جيراندو، يحاول من خلاله انتقاد المدير العام للأمن الوطني، لأنه صرف منحة استثنائية لرجال الأمن. وبهذا يكون عبد اللطيف حموشي أول مسؤول يتعرض للانتقاد لأنه فكر في الاهتمام بالحالة الاجتماعية لشريحة من الموظفين، الذين من المفروض أنهم عماد وأساس الأمن القومي لهذا البلد.
جيراندو تساءل: لماذا قام حموشي بصرف المنحة في هذا الوقت بالذات؟ وهنا مكمن الخلل عند هذا الرجل الذي يتحدث فقط لأجل الكلام، وينقل الأخبار حتى دون التأكد من صحتها. فكلما همس أحدهم في أذنه بكلام عن الأمن، إلا وهرول نحو كاميرا هاتفه، مندفعًا بالحقد والحسد والانتقام، ومتناسيا أن الخبز مقدس، ويجب التأكد من صحته قبل نشره.
صاحبنا لا يعلم أن عملية صرف منحة مالية لفائدة رجال الأمن، في نهاية كل سنة، قد انطلقت قبل أعوام، وأن حموشي هو أول مسؤول أمني يتخذ بادرة توزيع الفائض المالي على عناصره، في اطار خطة تهدف الى ربط العمل بالجزاء، و تحفز الموظفين على مضاعفة جهودهم اثناء القيام بواجباتهم المهنية. و هو ما تمخض عنه تغيير جدري في المنظومة الامنية التي تضاعفت انجازاتها، و انتقلت من حسن الى أحسن.
الأستاذ جيراندو، وهو يطرح السؤال: “لماذا رجال الأمن وحدهم هم الذين استفادوا من المنحة؟”، لم يخطر على باله أن هؤلاء الموظفين يترأسهم رجل جاء ليؤدي مهامه كما يجب، أي خدمة الوطن والمواطن، وكذا خدمة الموظف الذي يحمل على كتفه الإدارة بأكملها. وبدل أن يطالب السيد هشام بتعميم الفكرة على باقي الإدارات، وأن يدعو المسؤولين إلى اتباع خطوات حموشي، لتحفيز الموظف على العطاء، يمارس الانتقاد الهدام، وكأن رجل الأمن ليس مغربيًا يستحق المكافأة كما تغلف رقبته حبال العقوبة.
سيدي هشام المحترم، إن من يصرف المنح في بلادنا الغالية هو جلالة الملك، الذي لا يختتم خطابًا دون أن يشكر رجال الأمن بمختلف تلاوينهم. وما حموشي إلا رجل دولة يقترح المبادرات، ومنها ما يتم قبوله، وكثير منها يُرد إليه لأسباب مختلفة. وعملية صرف المنح لفائدة أسود المغرب لم تتم قطعًا دون العودة إلى جلالة الملك، الذي تكرم بالموافقة عليها.
حموشي دخل تاريخ المملكة، شاء هشام جيراندو أم لم يشأ، وما قدمه خلال العقد الأخير لهذا الوطن، ما كان ليتم لولا الاهتمام البالغ بالعنصر البشري داخل جميع أجهزة الإدارة العامة للأمن الوطني. وهذا تحدٍّ للسيد هشام، بأن يقدم لنا اسمًا قدّم للأمن المغربي ما قدّمه عبد اللطيف حموشي، وإن أخطأ سي جيراندو العنوان، فلا بأس أن يسأل أي مواطن عن رأيه في المدير العام للأمن الوطني، وبعدها سنتركه لضميره ليحاسبه.