المحرر من سلا
يعيش سكان زنقة جبل العياشي بمدينة سلا حالة من القلق والاستياء بسبب خروقات قانونية خطيرة تتعلق بحمام المستقبل، حيث أصبح هذا المرفق يمثل تهديدًا مباشرًا على صحة وسلامة الساكنة.
مدخنة مخالفة للقانون وتهديد للصحة العامة
من أبرز مظاهر الخروقات التي أثارت غضب المواطنين، عدم مطابقة مدخنة الحمام للشروط القانونية. إذ ينص القانون على أن مداخن الحمامات يجب أن تعلو بستة أمتار على أعلى بناية في محيطها المقدر ب 500 متر مربع، وهو ما لا ينطبق على مدخنة حمام المستقبل.
و يتساءل عدد من النشطاء، هل يضع القائمون على حمام المستقبل، مصفاة داخل المدخنة، كما ينص على ذلك القانون، أم أن الامور تسير على عواهنها في ظل الغياب التام للمراقبة، و تطبيق القانون بهدف حماية صحة المغاربة.
و بدل ان يتصاعد الدخان من مدخنة الحمام، لا يجد له طريقا غير المنافذ المخصصة للانابيب و النوافذ الموضوعة على مستوى الطابق تحت ارضي، حيث يتم اشعال النار لتسخين المياة و قاعات الاستحمام.
هذا الوضع أدى إلى انتشار مخلفات الدخان داخل المنازل القريبة، مما يتسبب في أضرار صحية واضحة، خاصة مع نقل هذه المخلفات بفعل الرياح.
تساؤلات حول المسؤولية والتراخيص
أثارت هذه التجاوزات تساؤلات جدية من قبل المواطنين حول الجهات المسؤولة عن الترخيص لهذا الحمام، بالرغم من وجود عيوب خطيرة في البناء وعدم توفر المعايير القانونية المطلوبة. ويُحمل المتضررون السلطات المحلية والجهات المعنية بالتراخيص مسؤولية السماح لهذا المشروع بالعمل دون الالتزام بالقوانين، مما يعكس تواطؤًا أو تقصيرًا في أداء المهام المنوطة بها.
دعوات للتدخل العاجل
دعا المواطنون المتضررون السلطات المحلية إلى التحرك العاجل وإرسال لجان مختصة للتحقيق في هذه الخروقات، والوقوف على العيوب التي تشكل خطرًا على حياة الناس وصحتهم. وطالبوا بإجراءات صارمة لإجبار مالكي الحمام على الامتثال للقوانين المعمول بها، أو إيقاف النشاط في حال استمرار المخالفات.
حمام المستقبل… نقطة سوداء في مدينة الشموع
أصبح حمام المستقبل نقطة سوداء في مدينة سلا، التي طالما اشتهرت بجمال أحيائها وتنظيم مرافقها. وتعد هذه القضية اختبارًا حقيقيًا للسلطات المحلية لإثبات جديتها في تطبيق القانون وحماية حقوق الساكنة، بعيدًا عن أي تواطؤ أو تساهل مع المخالفين.
في انتظار تحرك الجهات المسؤولة، يبقى الوضع على حاله، مما يعكس تحديًا واضحًا أمام سيادة القانون وحقوق المواطن في بيئة آمنة وصحية. و اذا كانت السلطات تعتقد ان خروقات حمام المستقبل توقفت عند هذا الحد فندعوها الى انتظارنا…