المحرر من سلا:
تعيش ساكنة زنقة جبل العياشي بمدينة سلا حالة من القلق والتوجس بعد اكتشاف صهريج مائي ضخم يسع حوالي 80 ألف لتر (ما يعادل حمولة شاحنتين كبيرتين) وُضع فوق سطح “حمام المستقبل” دون ترخيص أو دراسة هندسية مسبقة، مما يجعله قنبلة موقوتة تهدد سلامة المواطنين في أي لحظة.
وحسب مصادر مطلعة، فإن عملية بناء هذا الصهريج تمت في ظروف يلفها الغموض، حيث أُنجزت دون احترام لأدنى المعايير القانونية أو التقنية المعمول بها في مثل هذه المنشآت. وأفادت المصادر ذاتها أن غياب المراقبة والتغاضي المريب من الجهات المعنية أثار تساؤلات كثيرة وسط الساكنة حول احتمالية وجود تواطؤ من بعض المسؤولين المكلفين بمراقبة البناء والتعمير في المدينة.
العجيب و الغريب، هو ان من شيّد الصهريج المائي خارج الضوابط القانونية، و دون مراعاة ما قد ينجم عن ذلك من كوارث، لم يكلف نفسه حتى اصلاح تسريبات مائية دامت لايام، فتم الاكتفاء بوضع سطل تحتها.
ورغم تشديد السلطات على منع البناء فوق أسطح المنازل والأبنية، إلا أن تشييد صهريج مائي بهذا الحجم مر مرور الكرام دون أي تدخل، مما يعكس ازدواجية المعايير وضعف الرقابة على المشاريع التي تشكل خطراً داهماً على الأرواح والممتلكات.
ويدق سكان المنطقة ناقوس الخطر بشأن الوضعية الهشة لبناية “حمام المستقبل” والتي تعج يومياً بالعشرات من المواطنين، معتبرين أن ثقل الصهريج المائي فوق سطح البناية قد يؤدي إلى كارثة حقيقية، خاصة في حالة حدوث تشققات أو انهيارات نتيجة الضغط الهائل الناتج عن وزن الصهريج.
من جهتها، تطرح هذه الواقعة تساؤلات حول مسؤولية السلطات المختصة، وعلى رأسها عمالة سلا والمكلفين بالتعمير، الذين يُفترض بهم مراقبة مثل هذه المخالفات والتدخل قبل وقوع ما لا تحمد عقباه.
ويطالب سكان زنقة جبل العياشي والمناطق المجاورة بفتح تحقيق عاجل وشامل للكشف عن ملابسات تشييد هذا الصهريج، وتحديد المسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة لتفادي أي كارثة قد تودي بحياة المواطنين، مؤكدين أن سلامة الأرواح لا تحتمل التهاون أو التسويف.
ويبقى السؤال المطروح: إلى متى سيظل المواطن المغربي رهينة لمظاهر الاستهتار وانعدام المسؤولية التي باتت تُطبع مع الفساد والمخاطر التي تهدد أمنه وسلامته؟
للاشارة فان الصهريج قد تم تشييده سنوات عقب الانتهاء من عملية بناء الحمام، و هو ما يدفعنا للتساؤل عما اذا كانت اعمدة هاته البناية ستتحمل الوزن الناتج عن ضغط الماء المخزن مع مرور الوقت، كما ان المكان الذي وضع فيه الصهريج يكشف على ان من شيده لم يراعي توزيع الوزن على مساحة السطح، وهو ما يزيد من احتمالية الانهيار.
الاخطر هو وجود تسريبات مياه من الصهريج، من المحتمل جدا ان تؤدي الى تلف الخرسانة او تآكل الحديد داخل الاعمدة، وهو ما يضعف الهيكل مع مرور الوقت، و استمرار التسريب لايام عديدة يؤكد غياب الصيانة الدورية و التي من المفروض ان تتم بشكل مستمر من اجل التاكد من عدم وجود اي تصدعات اما التسريبات فنعرضها للرأي العام بالفيديو.