قالت صحيفة ساحل أنتلجنس الناطقة باللغة الفرنسية أن الجزائر وجبهة البوليساريو وإيران تشكل تهديدا حقيقيا لإفريقيا وأوروبا.
وأشارت الصحيفة في مقال لكاتبه فريدريك باولتون أن التطورات الأخيرة في سوريا كشفت عن اعتقال نحو 30 عنصرا من جبهة البوليساريو من قبل قوات المعارضة السورية في حلب، مما يسلط الضوء على المخاوف المتزايدة بشأن توسع نفوذ إيران في شمال أفريقيا ودورها في تشكيل الجماعات الإرهابية الانفصالية، بحسب ما أفادت وسائل إعلام سورية ناطقة بالإنجليزية.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الجزائر، بقيادة الجنرال سعيد شنقريحة ورئيسها عبد المجيد تبون، المعروفين بمواقفهما المعادية للسامية تجاه اليهود ودولة إسرائيل، تسعى بشكل حثيث إلى وساطة تركية لإطلاق سراح الإرهابيين، نظرا لنفوذ تركيا على سوريا.
ويُعرف النظام الجزائري بدعمه العملياتي والمالي للجماعات الإرهابية في مالي وليبيا وموريتانيا وحزب الله اللبناني وحماس.
وبحسب مصادر أمنية، فإن التكوين الخاص لإرهابيي البوليساريو، المتخصص في الضربات الجوية والهجمات الخاطفة، يشمل أزيد من 150 فردا من شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
وبتوجيه من مستشارين عسكريين إيرانيين، تم تدريب هؤلاء المقاتلين في قاعدة عسكرية جزائرية تقع على بعد بضعة كيلومترات من معسكرات تندوف في الجزائر.
ودخلوا سوريا قبل عدة أشهر بجوازات سفر جزائرية. وكانت مهمتهم هي دعم نظام بشار الأسد ضد الهجمات المحتملة من قبل المعارضة.
وفي وقت سقوط النظام السوري، أدى الحادث إلى رد فعل دبلوماسي فوري من الجزائر. وأثار وزير الخارجية أحمد عطاف هذه القضية في اتصال هاتفي مع نظيره السوري السابق.
وحاول السفير الجزائري في سوريا، كامل بوشامة، التهوين من الوضع من خلال التأكيد على أن “500 جزائري يعيشون في حلب”، دون التطرق بشكل مباشر إلى وجود عناصر تابعة لجبهة البوليساريو.
وبحسب تقارير أخرى، قامت إيران بتدريب عناصر البوليساريو في مواقع الجيش السوري في درعا لمدة ثلاث سنوات.
والسؤال الذي يطرح نفسه وفق نفس المصدر، هو دوافع الجزائر لدعم جبهة البوليساريو في عدائها تجاه الصحراء المغربية، المعترف بها كمنطقة مغربية من قبل القوى الغربية، بما فيها الولايات المتحدة ودول الخليج العربي والعديد من الدول الإفريقية فضلا عن العديد من دول أمريكا اللاتينية وآسيا، في حين أن الحفاظ على دعم قوي لنظام الأسد في سوريا والاصطفاف مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضد الشعب السوري.
وبحسب الصحيفة ذاتها، تشكل جبهة البوليساريو حاليا خطرا على المنظومة الأمنية الإقليمية والأوروبية، الأمر الذي يتطلب تحركا جديا للقضاء على هذا الكيان ومحاسبة كل من يدعمه ويساعده.
وأثارت هذه التطورات مجددا الدعوات لتصنيف جبهة البوليساريو وبعض مسؤولي النظام العسكري الجزائري على أنهم إرهابيون، بسبب علاقاتهم الموثقة مع إيران وأنشطتهم الرامية إلى خلق مناطق جديدة من عدم الاستقرار، مما يهدد الأمن الإقليمي في أفريقيا وأوروبا.