تثير استراتيجية الجزائر في شمال أفريقيا قلقًا متزايدًا، فبدلاً من مكافحة التطرف، تسعى الجزائر، كما يرى الكثيرون، إلى استغلال الجماعات المتطرفة والانفصالية لزعزعة استقرار جيرانها وزيادة نفوذها الإقليمي. هذا النهج لا يهدد أمن المنطقة فحسب، بل يتجاوز ذلك ليصل إلى أوروبا، مما يجعلها مصدر قلق دولي متزايد.
وفق تقرير نشره حساب “كوينتو بيلار” الذي يهتم بالشؤون الدولية والأخبار العالمية، على موقع إكس فالجزائر تستعين بالجماعات المتطرفة والانفصالية لإضعاف جيرانها بما في ذلك المغرب.
العلاقات السامة مع الجيران
تحافظ الجزائر على علاقة عدائية بشكل خاص مع جيرانها، وخاصة مالي وموريتانيا والمغرب، وبخصوص مالي، اتهمت وزارة الخارجية المالية الجزائر بشكل مباشر خلال جلسة في الأمم المتحدة بدعم الجماعات الإرهابية وتوفير ملاذ آمن لها داخل أراضيها. ويسلط هذا الاتهام، الذي تم توجيهه على الساحة الدولية، الضوء على دور الجزائر كطرف فاعل يعزز عدم الاستقرار الإقليمي بدلاً من المساهمة في مكافحة الإرهاب.
إن الجماعات التي تدعمها الجزائر لا ترتكب أعمال عنف في مالي فحسب، بل إنها تجد أيضاً مساحة في الأراضي الجزائرية لإعادة تنظيم صفوفها ومواصلة زعزعة استقرار المنطقة. ويبدو أن هذه الاستراتيجية مصممة لإبقاء مالي ضعيفة، وبالتالي تحت تأثير الجزائر بشكل غير مباشر.
ونفس الشيء ينطبق على موريتانيا، حيث سمحت الجزائر لعناصر معادية بدخول أراضيها، وقد تم توثيق حوادث استخدمت فيها الجماعات الانفصالية وشبه العسكرية الجزائر كقاعدة عمليات لشن هجمات، حتى باستخدام الصواريخ، ضد المغرب. ويبدو أن هذه الأفعال، بعيداً عن كونها أخطاء معزولة، تشكل جزءاً من استراتيجية متعمدة لإضعاف الجيران ووضع الجزائر كلاعب رئيسي في منطقتي المغرب الكبير والساحل.
حالة المغرب: العداء المستمر
لقد اتسمت العلاقة بين الجزائر والمغرب بالعداء المستمر، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الجماعات الانفصالية التي تدعمها الجزائر. وهذه الحركات، وإن كانت تحت أسماء مختلفة، تشترك في طبيعة مشتركة: النضالات الانفصالية المسلحة والأنشطة الإرهابية. ومن الأراضي الجزائرية، نفذت هذه الجماعات عمليات عسكرية وتخريبية ضد المغرب، مما أدى إلى تفاقم عدم الاستقرار الإقليمي.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن الجزائر حافظت على اتصالات مباشرة مع الجماعات الإرهابية، مما سهل عملياتها في مقابل فوائد استراتيجية. وتتضمن هذه الاتهامات أدلة على التعاون السري بين الجيش الجزائري والجماعات المتطرفة، مما يعزز صورة الجزائر كدولة تستخدم الإرهاب كأداة لدفع أجندتها السياسية.
الجزائر: تهديد مباشر لأوروبا
لا تقتصر تصرفات الجزائر على زعزعة استقرار أفريقيا؛ بل لها تداعيات مباشرة على أوروبا. ومن أكثر الجوانب إثارة للقلق تدفق المهاجرين إلى القارة الأوروبية، والذي قد يشمل متسللين متطرفين جاهزين لتنفيذ هجمات في أي وقت. وتشكل هذه الظاهرة تهديدا خطيرا لأمن أوروبا، التي تواجه بالفعل تحديات كبيرة من حيث التطرف والإرهاب الداخلي.
بالإضافة إلى ذلك، فإن اعتماد أوروبا على الجزائر في مجال الطاقة يضع الدول الأوروبية في موقف حساس، مما يجعل من الصعب اتخاذ موقف حازم ضد السياسات الجزائرية، لكن هذه العلاقة لا تبرر تجاهل التهديد الذي تشكله الجزائر سواء على أفريقيا أو أوروبا.