المحرر متابعة
هل تعتقدين سيدتي أنكِ ربما تُصنِّفين نفسك كأم قاسية وصارمة أو حتى مروِّعة؟ فثمة ترتيب جديد لمعنى التربية القاسية.
منذ فترة ليست بالطويلة، كانت الأم تعتبر قاسية إذا ما كانت حاسمة مع أبنائها، أو إذا كانت القواعد التي تضعها شديدة الصرامة، أو إذا كانت تُفضل أحد أبنائها على الآخر، لكن هذا التعريف تَغيّر.
الآن، تُعتبر الأم قاسية إذا توقعت من أطفالها أن ينهضوا بمفردهم في الصباح، أو أن يقوموا بتحضير بعض الوجبات الخفيفة، أو إفراغ حقائب المدرسة بأنفسهم، كم يبدو ذلك قاسياً!
تَغير معنى الصرامة كذلك، حيث كانت الأم تُعد صارمة إذا لم تكن تسمح للأطفال بزيارة أحد الأصدقاء، أو منعت مراهقاً من الذهاب إلى حفلة ما، أو إذا توقعت اجتماع أفراد العائلة على طاولة طعام في الوقت المحدد.
فقد كانت الأم تُعتبر صارمة إذا أفرطت في توقعاتها حيال سلوك أبنائها، وإذا لم تتسامح مع وقاحتهم وأنانيتهم.
لكن الآن، تُعتبر الأم صارمة إذا توقعت أن يرعى أبناؤها بعضهم بعضاً في المنزل، أو أن يُعدوا طعاماً للعائلة، أو أن يساعدوا أحد الوالدين في عمله دون مقابل. كم يبدو ذلك صارماً!
وبنفس الطريقة، كان مصطلح “مروع” يُستخدم للتقليل من قيمة الأم التي تهمل الحقوق الأساسية لأبنائها فيما يخص الغذاء والسكن والأمن، والآن أصبحت الأم جديرة بهذه الصفة إذا تركت أبناءها يذهبون إلى المدرسة دون وجبة الغذاء، أو إذا لم تساعدهم في عمل الواجبات المدرسية، أو إذا تركتهم يخرجون في الشتاء دون معاطفهم. كم يبدو ذلك فظيعاً!
هذه المصطلحات: القسوة والصرامة والفظاعة، هي ما كان الوالدان يسعيان لتجنبه كما لو كان طاعوناً، لكن الآن، وبسبب التحولات الاجتماعية في تربية الأطفال، لم تعد هذه المصطلحات تحمل المعنى نفسه.
على كل أم أن تكون صارمة إذا كان ذلك يساعد في تربية أبناء اجتماعيين يعرفون كيف يمكن معاونة عائلاتهم ويعلمون ما يجب فعله في المدرسة.
فعلى كل أم أن تكون قاسية إذا كان ذلك يساعد في تربية أبناء مستلقين يمكنهم الاعتماد على أنفسهم،
على كل أم أن تكون صارمة إذا كان ذلك يساعد في تربية أبناء اجتماعيين يعرفون كيف يمكن معاونة عائلاتهم ويعلمون ما يجب فعله في المدرسة.
هؤلاء الأمهات اللائي يُصفن بالقسوة والصرامة والفظاعة، لهن كل احترام وتقدير على تربيتهن التي تنتج جيلاً مستقلاً ومعتمِداً على نفسه، وقادراً على حل المشكلات التي تواجهه، جيلاً يعرف ما الذي يتطلبه الأمر لتنجح في عملك وعلاقاتك وحياتك الأسرية.