في زوايا حمّامات خريبكة التقليدية، حيث يمتزج بخار الماء الساخن بهمسات الزبائن، تُختزل قصة كفاح يومي لعمالٍ يُكافحون من أجل البقاء. بينما يستمتع المرتادون بدفء الحمّام، يعيش العمال واقعاً مريراً: أجور هزيلة، ساعات عمل مُجهدة، وحقوق مُغيّبة لسنوات.
كل ظروف الاشتغال هاته، لخصها عامل إحدى الحمامات التقليدية بمدينة خريبكة، الذي أطلق صرخة لإنقاذه عبر فيديو منشور على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول العامل الذي يعاني من ضعف البصر أنه يتقاضى400 درهم في الأسبوع وهو مبلغ يعجز معه هذا العامل عن سد حاجاته الأساسية، مؤكدا أن هذا المبلغ يكفيه لتناول وجبة الخبز والشاي دون غيرها بشكل يومي، بينما يحرمه مشغّله من أبسط حقوقه، مثل العطلة الأسبوعية أو السنوية، رغم العمل لأكثر من 12 ساعة يومياً، من الساعة السادسة صباحا إلى الساعة التاسعة ليلا.
وأكد العامل في صرخته أنه ومنذ ثلاث سنوات من اشتغاله في هذا الحمام لم يستفد من أي يوم عطلة، حتى أنه طلب من مشغله حضور جنازة أفراد من عائلته لكنه رفض.
كما اشتكى أيضاً من سوء معاملة المشغل والتي تصل حد الضرب والاعتداء وكل أشكال السب والقذف، على حد قوله.
وطالب العامل بإيصال صوته للجهات المختصة قصد استرجاع حقوقه المهضومة من قبل مشغله لسنوات.