ذكرت صحيفة الصباح في عددها الصادر اليوم الخميس أن لجنة تحقيق ترأستها عمالة مقاطعات سيدي البرنوصي وسيدي مومن، وضمت ممثلين عن الشركة الجهوية متعددة الخدمات وجماعة البيضاء والمقاطعة ومصالح خارجية، قد استعانت بمختبر علمي لقياس حدود مخاطر تسرب مواد عبارة عن رغوة بيضاء من قنوات الصرف الصحي.
وقال سعيد صابري، رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي، إن مصالح المقاطعة تتابع هذا الموضوع، منذ مساء الثلاثاء بتنسيق مع الشركة المفوض لها تدبير خدمات الماء والكهرباء والتطهير السائل، مؤكدا في تصريح لـ”الصباح”، أن المعطيات الأولية تبين وجود تدفقات في شبكة الصرف الصحي من جهة ما تتسبب في إفراز تلك الرغوة.
وقال صابري إن التحقيق الذي فتح تحت إشراف عمالة المقاطعات، سيبحث في جميع الفرضيات، وسيتبع مسارات استعمال الشبكة في الفترات السابقة، ومعرفة مصدر المواد التي تسببت في ذلك، سواء تعلق الأمر بمواطنين عاديين، أم شركات.
من جهته، أوضح مولاي أحمد أفيلال، نائب عمدة البيضاء المفوض له في النظافة، أن الموضوع بدأ يتكرر بشكل مخيف في الأشهر الماضية، لكن الكميات كانت أكبر هذه المرة، مؤكدا أن هناك مخاطر محتملة على صحة المواطنين والحياة البحرية والنظام البيئي المرتبط به، لأن نهاية هذه المقذوفات تكون في الساحل البحري.
وحسب مصدر من الشركة الجهوية متعددة الخدمات، فإنها انطلقت في الأبحاث الأولية، لتحديد استعمالات شبكة التطهير السائل، وتتبع مسارات ذلك في الفترات السابقة، لتحديد الأطراف المعنية بشأن المقذوفات غير المطابقة الصادرة من الوحدات الصناعية الموجودة بالمنطقة.
وغزت كتل كثيفة من الرغوة، تشبه رغوة التصبين، مناطق من جماعة عين حرودة، على بعد 17 كيلومترا من البيضاء، وامتدت إلى مدخل مقاطعة سيدي البرنوصي عند مركز الدرك الملكي، إذ توقف مواطنون منبهرين من حجم المقذوفات البيضاء التي كانت تغادر قنوات بالوعات الصرف الصحي، وتستقر على جنبات الطرق.
وتفزر كتل الرغوة الصاعدة إلى السطح، مثل نتف ثلج ضخمة، رائحة كريهة، نتاج التفاعل مع مياه الصرف الصحي ومياه الأمطار، إذ تستقر الكتل لعدة دقائق، ثم تتلاشى وتتطاير في الهواء.
وليست المرة الأولى التي “تتنفس” فيها قنوات الواد الحار، ويتمخض عنها “الكشكوشة”، خصوصا في فترات التساقطات المطرية القوية، وقوة الصبيب إذ سبق لسكان البيضاء أن شاهدوا حالات مشابهة، لكن هذه المرة كانت الكميات أكبر من المعتاد.
وتتجه أصابع الاتهام، من خلال الاتصالات التي أجرتها “الصباح”، إلى وحدات التصنيع العشوائي بالأحياء الصناعية وغير الصناعية، بعمالتي سيدي البرنوصي والمحمدية.
وتستعمل هذه الوحدات شبكة التطهير السائل لرمي مواد وسوائل ونفايات، دون إخضاعها إلى المعالجة، وهي المواد نفسها التي تتعرض إلى الضغط والتفاعل والضخ القوي وسط القنوات، وتنتج حالات كيماوية أخرى، مثل رغوات بألوان مختلفة.
لجنة تحقيق تستعين بمختبر علمي وتشرع في تجميع المعلومات حول “رغوة” عين حرودة والبرنوصي
المقال التالي